يظل فانوس رمضان واحدا من أبرز المعالم الرمضانية في مصر، لارتباطه بالشهر الكريم منذ العصر الفاطمي وحتى الآن، فهو يمثل أحد مظاهر الاحتفال والترحيب بالشهر الكريم، فقد عادت شوارع مصر باختلاف المحافظات والأحياء للتزيين بالزينة الرمضانية وفوانيس رمضان، التي شهدت انخفاضا ملحوظا خلال العامين الماضيين بسبب جائحة كورونا، التي تسببت بمنع الاحتفالات الرمضانية.
وتعود هذا العام الفوانيس للانتشار بأشكال جديدة ومتنوعة مع الحفاظ على الفانوس النحاسي التقليدي على مكانته في الأسواق المصرية. وفي هذا السياق، أشار محمود حسن، تاجر بأحد شوادر الفوانيس لـ”العربية.نت”، إلى أن الإقبال على الفوانيس النحاسية التقليدية كبير، مع اختلاف أحجامها وأشكالها، ومنها ما يعمل باستخدام اللمبات الكهربائية ومنها الشكل التقليدي الذي يعمل باستخدام الشمع.
وتابع حسن بالقول إن الفانوس النحاسي يتم صناعته محلياً، وقد تم التجديد فيه، مع الحفاظ على شكله المتوارث من مئات السنين من خلال إضافة بعض الكلمات والجمل الترحيبية برمضان والأدعية لتزيين الفانوس، وإضافة لمسات رمضانية عليه، مع الزجاج الملون الذي يزيّن الفانوس.
وفيما يخص أسعاره، أوضح حسن أن الأسعار تتراوح ما بين 30 جنيها ويصل لـ800 جنيه للفوانيس ذات الأحجام الضخمة التي عادة تستخدم لتزيين المباني والمحلات التجارية.
وأوضح محمد مصطفى، تاجر فوانيس، أن الإقبال على الأشكال المستحدثة على الفوانيس كبير، خاصة التي تتخذ شكل ألعاب وبها العديد من الأشكال المفضلة لدى الأطفال لذلك يكون الإقبال عليها كبيرا، ومنها المستورد ومنها محلي الصنع.
وتابع مصطفى أن الأسعار اختلفت عما قبل كورونا بشكل ملحوظ، فمع غلاء الأسعار بشكل ملحوظ ارتفعت أسعار البضائع المستوردة، لذلك يلاحظ المشتري فرق الأسعار عن قبل، ولكنها ليست بالزيادة الكبيرة، ومع ذلك فهي لم تؤثر بشكل كبير على الطلب وشراء الفوانيس. على العكس، حيث ارتفعت المبيعات هذا العام مع قرارات الحكومة بعودة الاحتفالات بالشهر الكريم، والتي ساهمت في زيادة حركة البيع.
وتابع مصطفى: استحدثت مصر بعض التحف والمفروشات الرمضانية و”البوفات” الرمضانية، والتي أصبح الإقبال عليها كبيرا هذا العام، حيث يحرص كل بيت على تزيينه وإضافة الأجواء الرمضانية داخل المنزل من زينة ومفروشات، وهي معظمها صناعة مصرية البعض منها يدوي الصنع والبعض الآخر مصنع.
واختتم حديثه بأن الطقوس الرمضانية والزينة بالرغم من الظروف الاقتصادية المتقلبة وإغلاق كورونا إلا أنها أحد الطقوس التي اعتاد عليها المصريون على مر التاريخ.