في عام 2020، اجتاحت جائحة كورونا الاقتصاد العالمي وانهارت أسعار النفط في 20 أبريل الأسود، حيث انخفض سعر برنت بـ 12 % إلى 17.36 دولاراً وتكساس بـ 302 % إلى (-36.98) دولاراً. ولكن اتفاق أوبك+ أنقذ أسواق النفط العالمية وأعاد التوازن إليها، حيث بدأ برنت في الارتفاع الى 41.96 دولاراً وغرب تكساس إلى 39.16 دولاراً في 2020، وعلى ذلك حقق برنت 70.86 دولاراً وغرب تكساس 68.13 دولاراً في 2021 في ظل انتعاش الطلب على النفط ورفع القيود العالمية عن السفر وتحسن النمو الاقتصادي العالمي. واعتبر الكثير من المحللين أن التزام البيت الأبيض بتعهد بايدن بأن الولايات المتحدة ستخفض الانبعاثات بـ 52 % بحلول 2030، سياسة متهورة اتجاه استثمارات استخراج النفط والمحافظة على إمدادات الطاقة العالمية بأسعار تناسب المنتجين والمستهلكين، والذي خلق شحاً في المعروض مقابل نمو الطلب وتجاوز أسعار النفط 90 دولاراً في 2022.
أما هذه الأيام فتشهد أسواق النفط أزمة كبرى بغزو روسيا لأوكرانيا، والتي عصفت بأسواق النفط، حيث قفز برنت مع بداية شن روسيا هجوماً إلى 105.79 دولارات بزيادة 8.15 دولارات (8.42 %) وغرب تكساس إلى 100.54 دولار بزيادة 8.44 دولارات (8.39 %)، قبل أن يتراجع برنت إلى 99.08 دولاراً وغرب تكساس إلى 92.81 دولاراً الخميس الماضي، وفي نهاية الأسبوع تراجع برنت إلى 97.93 دولاراً وغرب تكساس إلى 91.59 دولاراً، بعد فرض عقوبات مالية على روسيا من قبل حلف الناتو وتحييد النفط والغاز.
إن هذه الحرب لها آثار هائلة على الطاقة العالمية، إذا ما تم حظر صادرات النفط والغاز الروسية لما لهما من تداعيات خطيرة جداً على أسواق النفط والاقتصاد العالمي إذ وصلت أسعار النفط الى مستويات غير مسبوقة، حيث إن روسيا منتج رئيس للنفط بقدرة 10 ملايين برميل يومياً حالياً أي 10 % من الإنتاج العالمي، وتصدر 4.6 ملايين برميل يومياً إلى الأسواق العالمية منها 2.3 مليون برميل يومياً إلى الغرب وجزء منها إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى إمداد الأسواق الأوربية بنحو 40 % من الغاز الطبيعي والذي ارتفعت أسعاره بالجملة بأكثر من 30 % وسط مخاوف من نقص الإمدادات في الأسواق الأوروبية.
وبهذا نستطيع القول إن بوتن -الرئيس الروسي- قد اختار الوقت المناسب لغزو أوكرانيا في فترة تتميز بشح معروض النفط ونمو الطلب ونقص إمدادات الغاز، ما جعل الدول الغربية تتجنب فرض حظر على صادرات روسيا من النفط والغاز. وهنا تبرز أهمية النفط والغاز عالمياً لأنهما مازالا وقود الحاضر والمستقبل لعقود طويلة، وسوف يتحمل الاقتصاد العالمي أعباء هذه الأزمة وعدم استقرار أسواق النفط وارتفاع آحاد لأسعار النفط، إذا ما أخذت الحرب أبعاداً خطيرة.
نقلا عن “الرياض“