يوم 20 تموز/يوليو 1944، تعرض القائد النازي أدولف هتلر لمحاولة اغتيال فاشلة أصيب على إثرها بجروح طفيفة. وفي خضم هذه العملية، عمد الضابط بالجيش الألماني كلاوس فون شتاوفنبارغ (Claus von Stauffenberg) لوضع قنبلة بغرفة الإجتماعات بمقر وكر الذئب الميداني، ببروسيا الشرقية، التي تواجد بها أدولف هتلر.
ومع فشل هذه العملية، اتجهت السلطات الأمنية الألمانية لملاحقة عدد هام من العسكريين والسياسيين المتورطين بهذه المحاولة التي كادت أن تودي بحياة أدولف وتسفر عن تغييرات هامة بألمانيا في خضم الحرب العالمية الثانية. ومن بين جميع كبار العسكريين المتهمين، لم ينجو سوى الجنرال هانس شبايدل (Hans Speidel) من الإعدام.
إلى ذلك، التحق شبايدل بالجيش الألماني خلال العام 1914 وشارك بالحرب العالمية الأولى. ومع نهاية النزاع العالمي، ظل الأخير بالجيش أين ترقى ليصبح جنرالا بحلول الحرب العالمية الثانية ويعين كمساعد للمارشال إرفين رومل (Erwin Rommel) الملقب بثعلب الصحراء.
وفي خضم مؤامرة يوم 20 تموز/يوليو 1944، كلّف هانس شبايدل بمهمة التأثير على المارشال رومل وإقناعه بالمشاركة بمحاولة اغتيال أدولف هتلر. فبناء على المقترحات المقدمة حينها، اقترح أغلب المتآمرين حينها تعيين رومل كخليفة لهتلر على رأس ألمانيا بسبب الشعبية الكبيرة التي يحظى بها هذا المارشال الألماني. من ناحية أخرى، آمن المتآمرون بضرورة فتح مفاوضات مع الحلفاء لضمان خروج ألمانيا من الحرب العالمية الثانية وإنهاء النزاع بأوروبا حال نجاح المؤامرة.
مع فشل محاولة اغتيال هتلر، اعتقل شبايدل من قبل قوات الغيستابو (Gestapo). وقد ضل الأخير لأشهر خلف القضبان قبل أن يتمكن من الفرار، أواخر الحرب، ليضل مختبأ لمدة 3 أسابيع ويقع فيما بعد بيد الحلفاء الذين تأكدوا من هويته.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية، درّس شبايدل التاريخ المعاصر بمدينة توبينغن (Tübingen) ونشر كتابا حول المارشال إرفين رومل وإنزال نورماندي عام 1944. وفي خضم الحرب الباردة، لعب الجنرال هانس شبايدل دورا هاما في إعادة هيكلة القوة العسكرية لألمانيا الغربية.
فبادئ الأمر، كان لشبايدل دور مركزي في إنشاء جيش جمهورية ألمانيا الإتحادية الملقب بالبوندسفير (Bundeswehr) كما شارك في إقناع المعسكر الغربي بأهمية إعادة تسليح ألمانيا الغربية للحفاظ على موازين القوى بوسط أوروبا. أيضا، شارك شبايدل بالمفاوضات مع الدول الغربية التي سمحت عام 1955 بإنضمام جمهورية ألمانيا الإتحادية لحلف الناتو.
من جهة أخرى، دافع شبايدل عن معاهدة إنشاء جماعة الدفاع الأوروبية التي سعت من خلالها بعض القوى الأوروبية لإنشاء قوة دفاع أوروبية موحدة لمواجهة التهديدات السوفيتية. أيضا، عيّن الأخير كمساعد عسكري لمستشار ألمانيا الغربية كونراد أديناور (Konrad Adenauer) كما كلف بحلول شهر نيسان/أبريل 1957 بقيادة القوات البرية للناتو بوسط أوروبا.