كتبت قبل عدة أسابيع عن ظاهرة الكارما. حذرت من الموضوع وتركت الأمر لأصحابه. بعدها بأيام قمت بجولة على مواقع شيوخ الكارما وشيخاتها فاكتشفت أن الأمر واسع ومترام ويحتاج إلى تنبه السلطات. اكتشفت أن مشايخ الكارما يبحثون عن نمط معين من الاتباع. لا يسمحون بمناقشة برامجهم للدخلاء. يتصرفون كأصحاب الديانات المغلقة. ممنوع مناقشة ما يقولونه. عليك أن تكون مؤمنا بما يقدمونه لك أو بلوك. والغريب أن ركاكة خطابهم تمنحهم غموضا أمام العوام. ركاكة تركيب الجمل وأخطاء في الإملاء بالكاد يقع فيها طالب سادسة ابتدائي، كما لاحظت أيضا أن كلامهم فارغ من المعنى. جمل متقطعة محشوة بمصطلحاتهم التي يدورون حولها. فلنقرأ ما كتبته أشهر شيخات الكارما (اليوم قرر انهاء الكارما انهي الدوائر القديمة خذ قرار وواجه غير رد فعلك القديم وابدأ على نظافة القادم كله جديد).
كلام فارغ من المعنى. ركيك البناء يخلو حتى من الفواصل والتنقيط. لا تعرف متى تبدأ الجملة ومتى تنتهي.
وتقول في تغريدة أخرى (صباح التشافي إذا تسامحت قبل استرجاع حقك فسوف تعود القصة، وإذا اخذت حقك قبل أن تكسر سلسلة الكارما فسوف تعود القصة). كلام أقرب إلى لغة الطير.
يقول شيخ كارمجي شهير يوقع اسمه بكلمة دكتور في تغريدة (اذا منزعج من نفسك او مجتمعك او وضعك او بلدك او العالم… غير القصة واصنع قصة جديدة). كلام لا يوجد في داخله أي معنى.
وفي تغريدة أخرى يسأله أحد المريدين الفتوى:
(لو سمحت استاذ…. هل لو أخذت حقي من شخص افترا علي وظلمني بشي انا ما سويته هل لو أخذت حقي بشكل اخر واذيته هل هنا الكارما ترجع علي وايش افضل شي اسويه عشان حقي يرجع لي؟).
فيفتيه الشيخ الكارمجي قائلا: (خذ حقك ولا تعتدي لو متشكك، اتركها للسلطات القانونية او الأمنية أخذ الزائد على الحق كارما الكذب او الادعاء او التلفيق على السلطات من اجل اخذ حق ايضا لها كارما لانها قد تؤدي للزيادة لو عفوت ايضا لها كارما إيجابية في رصيدك سترجع لك ربما بطرق مختلفة وربما باكثر مما خسرت). ولا ننسى ما سمعناه في المقابلة التي أجراها الأستاذ عبدالله المديفر مع الكارمجية الشهيرة (ذذذذذذذ…) و(ززززز) تلاحظ هنا أنها تجاوزت الركاكة إلى لغة الطير حرفيا.
بعض الناس مثخن بالجروح الروحية. يحف بهم القلق، فيصبحون صيدا سهلا لمشايخ وشيخات الكارما والطاقة ومسار الحرية. من الواضح أن شيوخ الكارما يبحثون عن زبائنهم في منطقة القلوب المحطمة والفاشلين وضعاف الشخصية والبسطاء والمترددين.
الخطورة في ما يتركونه من أثر في مريديهم. ينزعونهم من مواجهة الواقع بالكلام الفارغ المليء بالعبارات الرنانة. والأخطر من هذا أن يحقنوهم بازدراء العلم والطب الحديث واللقاحات والأخطر من هذا كله الزج بالقرآن الكريم في خطابهم. توظيف بعض الآيات الكريمة لاستدراج المؤمنين. ستجد من يقول إن الكارما وردت في القرآن الكريم أو يفسر الآيات الكريمات لكي تتوافق مع مصطلحاتهم. على سبيل المثال تفسر إحدى الكارمجيات الآية الكريمة (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ..) بأن كلمة يطيقونه تعني الطاقة التي يدعون وجودها في الإنسان.
لم يكتف هؤلاء بمواقعهم في السوشل ميديا بل تمادوا وأصبحوا يقدمون دورات في الطاقة السلبية والإيجابية وفي الحرية إلى آخر الخزعبلات.
تابعت السلطات المعنية تربح مشاهير السوشل ميديا من الإعلان وبدأت في تنظيم وضعهم حماية للناس، ولكني لم أسمع أن السلطات تابعت دورات هؤلاء. من المسؤول عنهم ومن يعطيهم التراخيص للعبث بأرواح الناس المحطمة واستغلال ضعفهم للسيطرة والتكسب وتحقيق الأرباح.
نقلا عن عكاظ