من المعروف أن لأفلام هوليوود تأثيراً كبيراً على حياتنا ومجتمعاتنا، سواء سلباً أو إيجاباً. وتهدف أفضل أفلام هوليوود الشهيرة، ما عدا أفلام الترفيه الضخمة، إلى تسليط الضوء على قضية ما في المجتمع الأميركي أو إحدى القضايا العامة في المجتمعات الأخرى في قصد تغييرها أو حلها وذلك ما نسميه بتأثير السينما على المجتمع.
ولطالما حلم المشاهد وسُحرت عينه عند مشاهدته المشاهد الدرامية المؤثرة من أحدث أفلام هوليوود أو حتى من أقدمها والكلاسيكيات منها. كما يُسحر المشاهد من روعة جمال المؤثرات السينمائية التي تتفنن بها أفلام هوليوود.
لكن، هل خطر في بالكم معرفة ما هي أكثر الأفلام التي أنتجتها هوليوود تأثيراً على ثقافة الناس وحياتهم؟ في هذه القائمة سنستعرض أكثر 5 أفلام من هوليوود أثرت بشكل مباشر على ثقافة المجتمع وحياة الناس.
جمعت سلسلة أفلام حرب النجوم إيرادات تقارب الـ8,5 مليار دولار منذ ظهور أول فيلم عام 1977 حتى عام 2018. ويعد تأثير هذا الفيلم ضخماً في تاريخ السينما، حيث حول هذا العمل توجه هوليوود الأساسي من صناعة أفلام درامية عميقة إلى صناعة أفلام ضخمة تعتمد كثيراً على المؤثرات السينمائية الخاصة وبقي تأثيره مرئياً حتى الآن بأفلام هوليوود الضخمة التي نراها تُصنع كل سنة.
والجدير بالذكر أن هنالك العديد من المؤتمرات والمعارض التي تقام سنوياً لمعجبي سلسلة أفلام حرب النجوم.
أحد أكثر مسلسلات وأفلام هوليوود تأثيراً على ثقافة المجتمع الأميركي هي مسلسلات وأفلام ستار تريك، حيث يذكر العديد من المهندسين والعلماء والذين تابعوا المسلسل في صغرهم بأنه قد أثر على قراراتهم الحياتية وألهمهم اختيار تخصصاتهم المهنية والعلمية الحالية.
وستار تريك هو أحد أكثر مسلسلات الخيال العلمي الذي كان له تأثير على مر التاريخ.
يشار إلى أن هنالك لغة كاملة حقيقية قد تم تأليفها للمسلسل ولسلسلة الأفلام وهي لغة “الكلينجون” التي لا يزال يتحدث بها بعض من معجبي الفيلم حتى اليوم.
يعد فيلم الماتريكس أحد أفلام هوليوود المؤثرة على تاريخ السينما من ناحية المؤثرات الخاصة، حيث إن بعضاً من مشاهد الفيلم قد قامت بتحقيق ثورة في عالم السينما مثل مشهد تفادي الرصاصات من قبل أحد الشخصيات الرئيسية في الفيلم وهو “نيو”، إضافة لمشاهد القتال الانسيابية في الفيلم التي تستخدم فن الكونغ فو.
وقد أثرت جميعها على الأفلام التي ظهرت بعد هذا العمل من ناحية الأداء ومشاهد القتال وطريقة اللباس واستخدام المؤثرات الخاصة.
كما أججت قصة هذا الفيلم الكثير من النقاشات والجدالات الفلسفية الرائعة حول معاني هذا العمل، ولمدة 20 عاماً، فيما لا يزال الفيلم حتى يومنا هذا المفضل لدى العديد من الناس.
يعد فيلم الأزمنة الحديثة لشارلي شابلن كلاسيكياً رائعاً ومدرسة في أفلام السينما الكلاسيكية، حيث يتحدث عن قصة صراع متسولٍ يعيش في مجتمع صناعي، يعاني في حصوله على لقمة العيش وتساعده امرأة متشردة في ذلك.
وباتت تعابير تشارلي تشابلن الجسدية وتعابير وجهه لغة مفهومة في جميع أنحاء العالم حتى وإن كان الفيلم صامتاً.
يجدر بالذكر أن القصة تصف صراع الطبقات الفقيرة في العصر الصناعي وكيفية تأثير ذلك على حياة أغلب الناس. وقد استلهم شارلي شابلن بعضاً من قصة الفيلم من الأحداث التي حصلت أثناء حقبة الكساد الكبير في الولايات المتحدة وكيفية تأثيرها على المجتمع.
في دراسة تمت ضمن كتاب The Godfather Effect الذي ألفه الكاتب “توم سانتوبيترو” في عام 2012، أوضحت الدراسة كيفية تأثير فيلم العراب على الوعي المجتمعي الأميركي. وقد عززت قصة الفيلم منظور الأميركيين من أصل إيطالي نحو أنفسهم، ومنظور بقية الأميركيين من ذوي الأصول العرقية المختلفة تجاه أنفسهم، حيث ولدت لديهم مشاعر الفخر بأصولهم وأعراقهم المختلفة.
وعلى سبيل الطرفة كانت تجد الشرطة الأميركية في بعض الأحيان نسخاً من الفيلم أثناء تفتيشهم بيوت المجرمين بعد صدوره ونجاحه الهائل.
إذا كما ذكرنا سابقاً، فإن تأثير أفلام هوليوود الجديدة منها والقديمة قد يكون عميقاً للغاية في بعض الأحيان إلى درجة تجعل الفيلم مؤثراً بل مغيراً لأفكار الناس، ما يجعل السينما أحد أساسيات الثقافة والترفيه في حياتنا.