تسابق أكثر من 100 صندوق تحوط وشركات أسهم خاصة، للفوز بإدارة جزء من محفظة الملياردير الروسي، ومالك نادي تشيلسي، رومان أبراموفيتش، عندما عرضت شركة كونكورد مانجمنت أجزاء من المحفظة تصل قيمة كل منها إلى 100 مليون دولار.
وذكرت وكالة “بلومبرغ”، أن معظم الأموال التي تبلغ 6 مليارات دولار، تقوم “كونكورد” بإدارتها لصالح أبراموفيتش، والذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر عقوبات واسعة مع مجموعة من المليارديرات المقربون من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وباتت هذه الشركات عالقة، ولا يمكنهم التخلص من الأموال، أو حتى تحصيل العمولات من وراء إدارتها.
ووفقاً لقواعد جزر الكايمان، والتي أًسست بها العديد من صناديق التحوط وشركات الأسهم الخاصة، فإن الشركات التي تدير أموال طالتها العقوبات، يمكنها فقط إدارتها، ولا يسمح لها برد الأموال إلى أصحابها، أو السماح ببيع أسهم أبراموفيتش إلى مستثمر آخر.
وحتى في حال بيع صناديق التحوط للأوراق المالية لأبراموفيتش، والتي في حوزتها، فإنه يتم إيداعها في حساب مغلق، وتحتسب الرسوم فقط، إلا أنه لا يمكنها تحصيلها حتى إسقاط العقوبات.
وتأسست شركة كونكورد عام 1999، على يد، مايكل ماتلين، الذي قام بدور توزيع الأموال على أكبر وأشهر الصناديق على مدار أكثر من عقدين من الزمان، إذ عمل مع صناديق مثل: بريفان هوارد أسيت مانجمنت، وميلينيوم مانجمنت، ومجموعة كارلايل، وApollo Global Management Inc، وفقاً لما ذكرته مصادر “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وحافظ ماتلين، البالغ من العمر 58 عاماً، على عدم لفت الأنظار على الرغم من المليارات التي مرت عبر “كونكورد”، حيث إنه لا يملك ملف شخصي على LinkedIn ولا تملك شركته موقعاً إلكترونياً، وهو حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كولومبيا، وبدأ حياته المهنية كمحلل في صندوق تحوط بمليارات الدولارات في نيويورك.
وقال مؤسس شركة كونكورد في بيان سابق، إن شركته “تعمل كشركة استشارية تقدم تقارير بحثية مستقلة كطرف ثالث وتقوم بعمليات الفحص النافي للجهالة، ومتابعة استثمارات عملائها”.
وتصف العديد من الشركات التي قامت بأعمال تجارية مع “كونكورد” علاقة أوثق من كونها شركة استشارات عادية، إذ تعتبر بعضها، “كونكورد” المستثمر الرئيسي في صناديق التحوط، على الرغم من أن الأموال الفعلية جاءت إلى الشركات من خلال كيانات خارجية.
وفي قضية عام 2014 تتعلق بشركة Highland Capital Management، قال هيث كين، الموظف في شركة كونكورد، إن شركته مثلت مستثمرين خارجيين، بينهم شركة برادفيلد أوفرسيز هولدينغز ليمتد وNetherfield Holdings Ltd، اللتين استثمروا أموالهم بناءً على توصيات من “كونكورد”.
ووصف كين، “كونكورد” في هذه القضية بأنها “مكتب أو صندوق لإدارة الأموال من عائلات متعددة”، فيما قال متحدث باسم كونكورد إنه من غير الدقيق وصف الشركة بأنها صندوق لإدارة الأموال.
وجمع أبراموفيتش، البالغ من العمر 55 عاماً، ثروته البالغة 13.7 مليار دولار وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، من بيع الأصول المخصخصة المكتسبة من الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك عملاق النفط Sibneft وشركة الطيران Aeroflot. كما باع أصوله في شركات الألمنيوم لزميله في الأوليغارشية الروسية، أوليغ ديريباسكا، لكنه احتفظ بحصص في شركات من بينها شركة صناعة الصلب الروسية إيفراز.
وليس من الواضح ما إذا كانت صناديق التحوط وشركات الأسهم الخاصة تعلم أن أبراموفيتش كان المستثمر الأساسي في “كونكورد”.
وقد تكون الشركات أيضاً غير مهتمة بالنظر إلى أنه لم يُعاقب إلا مؤخراً، على الرغم من أن بعض الأثرياء الروس، واجهوا مصيراً مشابهاً بعد تصرفات روسيا في أوكرانيا في عام 2014.