في فصل جديد من فصول الانتقاد التي وجهتها تركيا خلال الأيام الماضية لكل من السويد وفنلندا، مؤكدة رفضها انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الموقف عينه.
فقد اعتبر في تصريحات ألقاها، اليوم الأربعاء، أنه لا يمكن للبلدين الانضمام للحلف دون موافقة بلاده. وشدد على أن أنقرة لن تغير موقفها من هذا الملف حتى تجد إجابات مرضية وواضحة على مخاوفها، وترى الأدلة على ذلك.
كما اعتبر أن الناتو لم يقدم الدعم اللازم لنا لتدمير المنظمات الإرهابية. وقال: الحلف منظمة أمنية، وليس داعماً لتلك التنظيمات.
وأكد أنه على الدول التي تسعى للانضمام إلى الناتو التضامن مع بلاده من أجل محاربة عدو مشترك، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا إرهابيا، والمنظمات والسياسيين المتضامنين معه.
إلى ذلك، قال: “إن بعض الدول الأوروبية تدعم المنظمات الإرهابية بذريعة أنها منظمات ديمقراطية، وتعرقل سعينا لملاحقة الإرهابيين”. وأضاف أن “التنظيمات الإرهابية تسير مظاهرات في ألمانيا وهولندا وفنلندا والسويد تحت حماية الشرطة والأمن في تلك الدول”.
كذلك، اتهم السويد بتقديم 350 مليون دولار دعما لحزب العمال الكردستاني، الذي اشترى بها صواريخ وأسلحة، وفق زعمه.
ووصف الدول الأوروبية بأنها باتت منصات تتحدث من خلالها المنظمات الإرهابية.
يشار إلى أن فنلندا والسويد تقدمتا الشهر الماضي، بطلبين رسميين للانضمام للحلف، متخليتين عن سنوات من اتباع سياسة الحياد وعدم الانحياز، على ضوء العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا في فبراير الماضي، ما عزز من مخاوفهما.
إلا أن أنقرة التي تتهم البلدين بإيواء عناصر من “الكردستاني” الذي تصنفه إرهابيا، أعلنت رفضها قبول هذا الانضمام، مطالبة بوقف دعمها لهذا الحزب وتسليم عدد من المطلوبين. فضلا عن رفع الحظر على صادرات الأسلحة إليها.
لكن هلسنكي وستوكهولم نفتا تلك الاتهامات، مؤكدتين أنهما لم تقدما أي دعم للكردستاني.
ويتطلب ضم أي عضو جديد للحلف الدفاعي، موافقة جميع أعضائه الثلاثين، ما يعرقل خطط توسع الناتو، على الرغم من تأكيد عدد من الدول الغربية الفاعلة على رأسها الولايات المتحدة، أن الموقف التركي قابل للتراجع.