بعد مرور أكثر من عامين ونصف على ظهور فيروس كورونا، وبعد إحصاء ما لا يقل عن 6.3 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم جراء الجائحة، أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة إجراء تحقيق أعمق لمعرفة ما إذا كان هناك حادث مختبر قد يلقى باللوم عليه في التفشي.
هذا الموقف يمثل تراجعا شديدا عن التقييم الأولي لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة في ما يتعلق بأصل الجائحة، ويأتي بعد أن اتهم العديد من المنتقدين منظمة الصحة العالمية بالتسرع في رفض أو التقليل من شأن نظرية التسرب المختبري التي وضعت المسؤولين الصينيين في موقف دفاعي.
فيما خلصت المنظمة الأممية العام الماضي إلى أنه “من غير المحتمل للغاية” أن يكون كوفيد-19 قد تسرب إلى البشر في مدينة ووهان من مختبر.
بينما يعتقد العديد من العلماء أن الفيروس انتقل إلى البشر من الخفافيش، وربما عن طريق حيوان آخر.
مع ذلك، وفي تقرير صدر أمس الخميس، قالت مجموعة من خبراء منظمة الصحة العالمية إن “بيانات أساسية” لشرح كيف بدأت الجائحة لا تزال مفقودة.
وقال العلماء إن المجموعة “ستظل منفتحة على جميع الأدلة العلمية التي ستتوفر في المستقبل للسماح بإجراء اختبار شامل لجميع الفرضيات المعقولة”.
وعادة ما يستغرق تحديد مصدر المرض في الحيوانات سنوات. واستغرق الأمر أكثر من عقد حتى تمكن العلماء من تحديد أنواع الخفافيش التي كانت المستودع الطبيعي لفيروس سارس، وهو من عائلة كوفيد-19.
في الوقت ذاته، أشارت مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية أيضا إلى أنه نظرا لأن حوادث المختبرات في الماضي تسببت في بعض أوجه التفشي، فلا يمكن استبعاد النظرية المسيسة للغاية.
لذا من الممكن أن يحيي التقرير الاتهامات بأن الصحة العالمية كانت في البداية قبلت بشكل مفرط تفسيرات الحكومة الصينية في وقت مبكر من تفشي المرض، ما أدى في نهاية المطاف إلى وفاة ملايين الأشخاص وإصابة ملايين آخرين، وإجبار عشرات البلدان على الإغلاق، وتضرر الاقتصاد العالمي.
وكانت تحقيقات أجرتها وكالة “أسوشيتدبرس” خلصت إلى أن بعض كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية أصيبوا بالإحباط بسبب الصين خلال تفشي المرض الأولي حتى مع ثناء منظمة الصحة العالمية على الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأنهم كانوا مستائين من الطريقة التي سعت بها الصين إلى تضييق الخناق على البحث في أصول كوفيد-19.