إدارة المطارات بنجاح يمكن ملاحظتها في مطارات عالمية كثيرة حين تتوفر التقنية الإدارية لكل مطارات العالم، ويتوفر المبنى المناسب للاحتياج، وتتوفر القوى البشرية والأجهزة والتجهيزات، فما هو العنصر الناقص لتكتمل المعادلة؟ هنا يتجه التشخيص نحو الفكر الإداري والتنظيم الإداري والسلوك الإداري، والقيادة الإدارية.
مطار الملك عبدالعزيز بجدة بوابة للمملكة بالغة الأهمية بل هو المطار الأهم، لأنه يخدم الحجاج والمعتمرين، فهل يعاني هذا المطار من تراكمات إدارية وفكر إداري متوارث لم يتكيف مع الزمن أم هو تقصير من الشركة المتخصصة؟ أسئلة ناتجة عن حالة من التفاؤل وربما التوقعات العالية بعد افتتاح المطار الجديد.
المواسم ليست سبباً مقبولاً لتبرير أزمات المطار المتكررة لأن هذه المواسم لا تأتي فجأة، كما أن تعدد الجهات المسؤولة عن المطار ليست عذراً للفشل بل يفترض أن تكون سبباً في وجود منظومة نجاح. التحدي هو أن تتحول الجهات المتعددة المسؤولة عن تشغيل المطار وإداراته إلى منظومة متناغمة.
البحث عن أسباب لأزمة وقتية ليس حلاً كافياً لتحقيق التميز المنتظر، الحل المطلوب هو الحل الاستراتيجي والتطوير الشامل لمنظومة العمل، هذا الحل الاستراتيجي يتطلب عملية تقييم شاملة للوضع الراهن تأخذ في الاعتبار نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتحديات المستقبلية.
لا شك أن إدارة المطارات هي من التخصصات الصعبة خاصة في الممارسة الفعلية على أرض الواقع. أهمية المطار للبلد و المسؤوليات والمهام المتعددة تحتم إيجاد بيئة آمنة توفر الخدمات المتطورة للمسافرين من خلال فريق عمل يملك الكفاءة والحماس والحرص على التطوير وتقديم الخدمة المميزة للعملاء والتعامل الإنساني الراقي معهم. كل ذلك يمكن تحقيقه من خلال الرضا الوظيفي للموظفين، ومتابعة أحدث التقنيات التي تساهم في أداء يتسم بالجودة ويقضي على مشكلات معتادة مثل الازدحام والتأخير وضياع الأمتعة.
كل ما سبق هو من البدهيات التي يعرفها العاملون في المطارات أكثر منا ولم نأتِ فيها بجديد لكنها تذكرنا بأن المطار بمساحاته وتجهيزاته وتقنياته مهما بلغ تطورها لا يكتمل إلا بالإدارة الفعالة ومصدرها الكفاءات الإدارية المميزة، وهي متوفرة ولله الحمد في بلادنا.
جدير بالتذكير أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي سبق أن حصل على شهادة نظام إدارة الجودة حسب متطلبات مواصفات الأيزو. إدارة المطار اعتبرت هذه الشهادة إنجازاً يجعل المطار في مصاف أفضل المطارات العالمية المنافسة، وتأكيد الالتزام بثقافة التميز وتطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية في مختلف مجالات عملياتها التشغيلية.
والجميع يقولون، هذا هو المنتظر.
نقلاً عن “الرياض“