واحد من 7 إيرانيين، بينهم الطيار ومساعده، كانوا مع 11 فنزويليا على متن طائرة شحن، لا تزال الأرجنتين تحتجزها منذ 6 يونيو الماضي “خضع بكوبا لعملية جراحية غيّر فيها وجهه” بحسب ما أكد أمس رئيس الباراغواي، اللبناني الأصل Mario Abdo Benítez لصحافيين سألوه حين كان يقوم بتدشين أحد المشاريع عن مستجدات الطائرة الإيرانية- الفنزويلية.
ومع أن الرئيس لم يذكر أياً من السبعة خضع للعملية، إلا أنه وعد “بمعرفة المزيد عنها في الوقت المناسب” ثم أشاد باستخبارات الباراغواي “وما قامت به من عمل رائع في تحديد خطر هذه الرحلة، فقد أبلغت وحذرت مما أكدته التحقيقات فيما بعد، وهو أن لعدد كبير من أفراد الطاقم صلات بالإرهاب الدولي.. تصوّروا أن أحدهم خضع لجراحة في كوبا غيّر بها وجهه، أي ما يشبه مسلسل تلفزيوني” وفق تعبيره بعد الثانية 40 من الفيديو المعروض أدناه، وهو بالإسبانية.
إلا أن إحدى صحف الأرجنتين، وهي La Nacion الموصوفة بجدية، ذكرت في تقرير اطلعت عليه “العربية.نت” بموقعها، أن معلومات تسربت قبل أسبوع في الأرجنتين تشير الى أن من قام بتغيير وجهه بطريقة أصبح معها شخصا آخر، هو Mohammad Khosraviragh البالغ 39 سنة، وهو مساعد غلام رضا قاسمي، قائد الطائرة المحتجزة مع طاقمها في مطار Ezeiza الدولي قرب العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
كما ذكرت الصحيفة التي نشرت صورتين له، قبل وبعد العملية، أن الطائرة حين هبطت في عاصمة الباراغواي “أسّونسيون” بأواخر مايو الماضى، غادرها أفراد الطاقم وأمضوا 3 أيام في مدينة Ciudad del Este الواقعة عند حدود مثلثة للباراغواي مع البرازيل والأرجنتين، مرصودة من استخبارات 5 دول، بينها إسرائيل والولايات المتحدة، وفيها يقيم أكثر من 10 آلاف لبناني بين مغترب ومتحدر.
أحد الصحافيين سأل الرئيس الباراغواني إذا كان يشعر بقلق من رد فعل إيران التي سبق لمسؤولين فيها أن وصفوا وزير داخلية الباراغواي Federico González كما ورئيس الاستخبارات Esteban Aquino بأنهما “من المتأثرين بالولايات المتحدة” فرد ماريو عبدو بينيتس، بأنه: “لا داعي للقلق، فقد أجبنا عبر وزارة الخارجية أن لدى باراغواي التزاما حازما بمكافحة الجرائم الدولية والعمليات الإرهابية بغض النظر عن مصدرها”.
أما نائبه Hugo Velázquez فوجه قبله بساعات، اتهامات لرئيس الباراغواي السابق، قال فيها إن Horacio Cates تهمة “يتعامل مع ارهابيين، بدليل وجود صور له مع مسؤولين في حزب الله” وسبب هذا الاتهام هي شحنة سجاير من صنع شركة Tabesa المملوكة في الباراغواي للرئيس السابق، وكانت الطائرة تنقلها في 5 يونيو الماضي من مطار مدينة Querétaro بوسط المكسيك إلى جزيرةAruba التابعة في بحر الكاريبي لهولندا.
كما كانت الطائرة، وهي “بوينغ 747” تابعة لقسم أسسته مجموعة Conviasa الفنزويلية في فبراير الماضي باسم Emtrasur وجعلته مختصا بالشحن وتوابعه، تنقل أيضا قطع غيار إلى شركة “فولكس فاغن” للسيارات بمحافظة “قرطبة” في الأرجنتين التي اكتشفت سلطاتها أن طيارها أوقف نظام إرسال واستقبال فيها، محظور إيقافه دوليا، وهو معروف بأحرف TCAS اختصارا، ويمنع اصطدام الطائرات، لأنه “عين إلكترونية” يتعرف بها الطيار إلى مسار طائرات محيطة من كل جانب بطائرته أثناء التحليق، وهي التي نراها في الفيديو أدناه وهي تهبط بالمطار الأرجنتيني.
كما أوقف جهاز Transponder المتيح للسلطات على الأرض معرفة مسار الطائرات في أجوائها، بحسب ما ذكرت “العربية.نت” في تقرير سابق، لذلك احتجزتها وصادرت كومبيوترات وهواتف وجوازات سفر الإيرانيين السبعة، وأنزلتهم بفنادق قرب المطار مع 11 فنزويليا كانوا أيضا فيها.
وبعدها اكتشفت الأرجنتين أن الطائرة اشترتها Conviasa الفنزويلية العام الماضي من شركة Mahan Air الإيرانية الخاضعة لتحقيق في الولايات المتحدة “عن علاقة لها مفترضة بالحرس الثوري” وشككت أكثر حين وجدت أن طيارها البالغ 64 سنة، هو من عائلة قيادي في “الحرس الثوري” وإداري بشركة إيرانية للشحن تأسست في 2003 باسم Fars Air Qeshm بجزيرة “قشم” عند مدخل مضيق “هرمز” في الخليج العربي، وسبق أن شملتها اتهامات بنقلها أسلحة إلى حزب الله في لبنان، وأن غارة إسرائيلية في 18 سبتمبر 2018 على مطار دمشق الدولي استهدفت إحدى طائراتها ودمرتها على المدرج.