تفيد تقارير منشورة على منصات التواصل الاجتماعي الناطقة بالفارسية باعتقال مخابرات الحرس الثوري الإيراني عددا من النشطاء الإعلاميين المحافظين الموالين للنظام الإيراني الذين كانوا يدافعون دون انقطاع عن التيار الأصولي المحافظ، بمن فيهم الصحافي الموالي للحكومة علي قُلهَكي.
وكان قُلهَكي ممن يديرون عددا من قنوات على تطبيق تليغرام للتراسل المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مثل “الأخبار شبه السرية” (أخبار نیمهمحرمانه) و”سرائر” و”كاتب الظل” (سایهنویس).
ونشرت قناة منسوبة للحرس الثوري الإيراني على تطبيق تليغرام خبر اعتقال عدد من مديري قنوات تليغرامية دون أن تشير إلى الصحافي علي قُلهَكي، واصفةً إياهم بـ”صندوق تليغرام الأسود”.
وتتهم قناة الحرس الثوري هؤلاء المعتقلين بـ”تعكير صفو الرأي العام”، و”نشر وثائق سرية” بهدف “إثارة الفتنة بين المسؤولين في البلاد”.
وفي وقت سابق، نشرت هذه القنوات خبرا حول مشادة كلامية بين الرئيس السابق للبرلمان الإيراني علي لاريجاني الذي ينتمي للتيار المعتدل، والرئيس الأسبق للوفد المفاوض النووي سعيد جليلي الذي ينتمي للتيار المتشدد، وذلك خلال اجتماع في مجلس تشخيص مصلحة النظام، إلا أن السلطات نفت النبأ فيما بعد.
في سياق متصل، غرّد ممثل طهران في البرلمان مالك شريعتي مؤيداً قيام مخابرات الحرس الثوري باعتقال هؤلاء الصحافيين.
وكتب شريعتي: “أتمنى أن يتم قريباً نشر أسماء هؤلاء، خاصة قائد هذه الدائرة الخطرة، والكشف عن سجلات أنشطتهم وعن العناصر الداعمة لهم والتي بإمكانها الوصول من خلال المؤسسات إلى معلومات حساسة تشكل جراثيم الفتنة في البلاد، خاصة بين المسؤولين، وأتمنى أن يتم الأمر بشفافية أمام الشعب ويشكّل درساً للآخرين”.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إلقاء القبض على مديري قنوات ناطقة بالفارسية على تطبيق تليغرام ومحاكمتهم من قبل السلطات الإيرانية، حيث سبق أن تم مراراً اعتقال مشغلي قنوات إخبارية تنشط من خلال هذا التطبيق ومحاكمتهم وسجنهم من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية.
ووفقاً لقوانين وزارة الإرشاد الإيرانية، يجب على وسائل الإعلام الإخبارية النشطة في الفضاء الإلكتروني الحصول على ترخيص من الوزارة. وبعد حجب مواقع التواصل، بات من الضروري لقنوات تليغرام التي لها أكثر من 5000 متابع الحصول على ترخيص.
وبحسب بعض التقارير هناك أكثر من 40 مليون إيراني أعضاء في تطبيق تليغرام. وقامت السلطات الإيرانية بحجب هذه التطبيق منذ 2018، ومع ذلك، فهو أحد أكثر الشبكات الاجتماعية شعبية في إيران. وعلى الرغم من الحجب، تنشط معظم وسائل الإعلام التابعة للمؤسسات الرسمية فيه، كما هناك عدد من القنوات منسوبة للحرس الثوري الإيراني على تليغرام.