أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار عن نتائج تنقيب فريق الآثار الفرنسي في موقع أبوصيبع الأثري.
وفي تصريح خاص لـ”العربية.نت”، أشار مدير إدارة الآثار والمتاحف الدكتور سلمان المحاري إلى أنه تم العثور على حجر نرد في أحد القبور في موقع أبوصيبع لا يعرف الكثير من التفاصيل عن قصة نشأته لكن يعتبر أول حجر نرد يكتشف بالبحرين “ولا نعرف إن كان جزءا من لعبة أو طقوس العرافين”.
وأضاف: “كما عثر على ما يشبه مقبرة تلية يعود تاريخها إلى فترة تايلوس الوسطى (50 قبل الميلاد – 150 بعد الميلاد)، يبلغ قطرها الأقصى 70 مترًا، وارتفاعها يتراوح بين 4 أمتار و4.5 متر”.
ومنذ بداية العمل في الموقع في عام 2017 وحتى اليوم، تم الكشف عن نحو الثلث من المساحة الكلية للتل، وتم تحديد 93 مدفنا. وخلال هذا العام 2022، تم اكتشاف 23 مدفنًا جديدًا، فيما تم تنقيب 11 مدفنا بالكامل. من بين هذه المدافن الإحدى عشر التي تم التنقيب عنها، كانت ثلاثة منها سليمة، أما المدافن الأخرى فقد تعرضت للنهب والسرقة عمداً، على الأرجح في العصور القديمة، لكنها لا تزال تقدم في بعض الأحيان مواد أثرية وأنثروبولوجية مثيرة للاهتمام.
وقال جوليين كوني رئيس الفريق الفرنسي بأن “الهدف الأساسي من التنقيب في موقع أبوصيبع هو دراسة الثقافة المادية لشعب البحرين خلال فترة تايلوس للحصول على معلومات دقيقة عن التسلسل الزمني، المواد وتصنيعها، الطقوس الجنائزية، والعلاقات التجارية. فيما تقدم الدراسة الأنثروبولوجية معلومات عن العمر والجنس والظروف الصحية ومرة أخرى الدلالات و الإيماءات الجنائزية”.
ويُضيف جوليين أنه خلال هذا العام “تم حفر قبر سليم مثير للاهتمام. ووُضعت الجثة على الظهر في غرفة دفن مبنية مغطاة بألواح حجرية. لم تمتلئ غرفة الدفن بالرواسب، كما هي الحال عادة عندما يتم نهب القبور. الهيكل العظمي كان بحالة حفظ جيدة. صاحب القبر ذكر يزيد عمره عن 50 عامًا. لقد دفن مع أشياء قليلة: فقط وعاء تم وضعه في يده اليمنى وأجزاء من حيوان، ربما دجاجة، كقربان لحياة ما بعد الموت”.
وعادة يُدفن الميت مصحوبا بأغراضه، فقد تم العثور على بعضها سليمًا. وهي في الغالب أوانٍ فخارية، عادة ما تكون باللون الأخضر، مثل الأطباق أو القناني الصغيرة أو الأمفورات الصغيرة. في بعض الأحيان، يتم العثور على أوانٍ زجاجية أيضًا، لكنها هشة جدًا وغالبًا ما تتحلل أو تنكسر إلى أجزاء متفرقة.
من الاكتشافات المثيرة هذا العام هي العثور على قبر طفل رضيع عمره حوالي شهر، مدفون ضمن قبر مبني بالحجارة وترافقه أغراضه الجنائزية والتي هي عبارة مجموعة من اللآلئ والخرز ودمية في شكل آدمي مصنوعة من العظم وأيضا إناء صغير من المرمر، مما يدل على أن هذا القبر هو لطفل من عائلة مميزة اجتماعيا.
ومن ضمن الأشياء التي عثر عليها في هذا الموسم أيضا العديد من القطع العظمية الصغيرة في قبرين. كانت في الأصل تزين الصناديق الخشبية التي اختفى خشبها بمرور الوقت، مما أدى إلى تفكيك حشوات العظام المتساقطة والمنقسمة والمنفصلة.
ومن الاكتشافات الفريدة هذا العام العثور على جزء من تمثال أنثى من الفخار رأسه مفقود وتفاصيل جسمه واضحة. فيما تم العثور على حجر نرد لأول مرة يُعثر عليه في قبور تعود لفترة تايلوس.
وقد لوحظ أن أكثر الطقوس الجنائزية شيوعًا في هذه المقبرة هي وضع وعاء مقلوب فوق قمة القبر ويحتوي على رماد ناتج عن احتراق مادة مجهولة الهوية. ثم غُطي الوعاء وباقي القبر بالرمل والحصى لتشكيل تلة صغيرة. وهذه العادة كانت شائعة في مقابر تايلوس في مناطق البحرين المختلفة.