دفع تفشي جائحة كورونا الكثيرين في شتى أرجاء العالم إلى خوض تجربة “العمل عن بُعد”.
ووفق ما توصلت إليه دراسة جديدة، فإن العمل من المنزل ساعد الكثيرين على التنقل بين الهويات الاجتماعية في كثير من الأحيان بسلاسة وسهولة.
فعلى مستوى علم النفس الاجتماعي التجريبي كان الاعتقاد السائد أن التبديل المتكرر بين الهويات الاجتماعية المتعددة، التي تشمل هوية الموظف المهني أو الأب أو الأم أو الصديق أو حتى مشجع لفريق رياضي معين، يمكن أن يؤدي إلى أداء أقل في كل هوية.
غير أن الدراسة الجديدة تحدت تلك النظرية، حيث اكتشف باحثون من جامعة إكستر أن هناك سلاسة وسرعة في التبديل ما بين الهويات الاجتماعية “دون صعوبة واضحة”، بحسب ما نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن Experimental Social Psychology.
وقال الباحثون إن الأخبار السارة هي أن الأشخاص، الذين اضطروا إلى العمل من المنزل أثناء جائحة كوفيد-19 ساعدتهم الأحوال الطارئة والمُستجدة على سرعة التحول من هوية الموظف المهني إلى وضع الوالدين بسهولة نسبية، خاصة مع عدم وجود حاجة لوسيلة تنقل إلى المنزل مما كان يؤدي إلى تبديل أبطأ بين الأدوار.
من جهتها أوضحت آنا زين، وهي باحثة من جامعة إكستر: “لقد تسارعت حياتنا كثيراً في السنوات والعقود الأخيرة، لذلك يتعين علينا التبديل في كثير من الأحيان بين الهويات المختلفة”.
كما استهدف البحث الجديد معرفة ما إذا كان التنشيط السريع للهويات المختلفة له آثار سلبية.
إلا أن المفاجأة كانت أن هناك “مفاتيح فعالة للغاية، إذ بات يمكن للأشخاص التبديل بسرعة كبيرة دون صعوبة واضحة”.
غير أنه في نفس الوقت أشار الباحثون إلى أن القدرة على التبديل في الهويات الاجتماعية صاحبها جانب سلبي، يتمثل في احتمالية عدم السيطرة بشكل كامل على مفاتيح التنقل بين الهويات.
وأوضحوا أن “المرحلة التالية من الدراسة سيتم تخصيصها لفحص العيوب المحتملة، وما إذا كانت خطوات مثل تحديد مساحة في المنزل مخصصة للعمل يمكن أن تحد من الجوانب السلبية”.