جددت روسيا موقفها الرافض لاتهامات الغرب بوقف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية، محملة الدول الأوروبية والولايات المتحدة مسؤولية التسبب بتلك المشكلة، بسبب آلاف العقوبات التي فرضت على البلاد.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين اليوم الخميس “لا نقبل بشكل قاطع هذه الاتهامات، بل على العكس نحمل الدول الغربية مسؤولية اتخاذ إجراءات أدت إلى ذلك”.
كما دعا الغرب إلى رفع العقوبات التي وصفها بغير القانونية.
إلى ذلك، أعلن بيسكوف أن موسكو تنتظر من كييف قبول مطالبها، وإدراك “الوضع الحقيقي”، وفق تعبيره.
أتت تلك التصريحات الروسية، اليوم، بعد أن اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس موسكو باستخدام صادرات الغذاء كسلاح.
كما اتهم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق روسيا بالتسبب في انعدام المواد الغذائية حول العالم، مشيرا إلى وجوب الضغط عليها لتوفير ممرات آمنة في أوكرانيا لإيصال الغذاء.
فيما زعمت كييف أن القوات الروسية سرقت مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب في المناطق التي احتلتها.
إلا أن موسكو أعلنت أمس الأربعاء أن ميناء ماريوبول، المطل على بحر آزوف، والذي سيطرت عليه بعد حصار للمدينة الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا، دام ثلاثة أشهر، يعمل على نحو طبيعي.
كما ألمحت إلى إمكانية إجراء محادثات دولية لفتح كافة الموانئ الأوكرانية، التي باتت محاصرة من قبل القوات الروسية التي بسطت قبضتها على البحر الأسود.
يذكر أن كلا من أوكرانيا وروسيا تأتيان في طليعة البلدان المصدرة للقمح، بحيث يشكل إنتاجهما حوالي 14% من الإنتاج العالمي وتمثل صادراتهما ثلث نظيرتها العالمية للقمح.
وتمتلك أوكرانيا رقعة زراعية تصل مساحتها إلى 32 مليون هكتار، وتغطي الأراضي الخصبة نحو 70 بالمئة من مساحتها. في حين تصل نسبة الأراضي الصالحة للزراعة لديها نحو ثلث إجمالي نظيرتها في الاتحاد الأوروبي. كما تعد من أكبر 10 دول مصدرة للحبوب في العالم.
كما تعد خامس أكبر مصدر عالمي للقمح ويُطلق عليها اسم “سلة خبز أوروبا”.
بدورها، تعد روسيا أكبر مصدر على الإطلاق في العالم للقمح، وقد بلغت حصتها من الصادرات العالمية عام 2019 حوالي 18%.
إلا أن النزاع الأخير الذي اشتعل بين الجانبين، وفي 24 فبراير الماضي، قلص تلك الصادرات، وصاعد من المخاوف الدولية باندلاع أزمة في الإمدادت الغذائية حول العالم.