قال الأمين العام لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الدكتور عبدالله الوشمي في حوار نشرته صحيفة سبق إن المجمع بصدد إطلاق تحدي «برمجان» للغة العربية بتوظيف الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول تقنية ومنصات رقمية لخدمة اللغة العربية!
أقترح على الدكتور الوشمي أن يشارك بعض الوزراء و المسؤولين السعوديين الذين يتحدثون باللغة الإنجليزية في المؤتمرات والمنتديات التي تعقد في المملكة العربية السعودية في الـ«برمجان» لعله يساعدهم في تذكر لغتهم الأم وأهمية الاعتزاز بالنطق بها في مؤتمرات ومنتديات تقام في قلب جزيرة العرب معقل اللغة العربية!
في أحد المؤتمرات التي أقيمت هذا العام تقدم المتحدث المحلي ليحدث الحضور باللغة الإنجليزية دون حتى أن يقول السلام عليكم، وعندما حان دور المتحدث الأجنبي كان محرجا لي كمستمع قبل أن يكون محرجا للمتحدثين السعوديين أن يبدأ كلمته بسلام وتحية عربيتين اجتهد بنطقهما لإظهار تقديره لثقافة المجتمع الذي يستضيفه!
طبعا لومي وعتبي كبير على مسؤولينا الذين يقتصرون على التحدث باللغة الإنجليزية عندما يصعدون إلى المسارح والمنصات، فغير أنهم يخالفون توجيها صريحا لمجلس الوزراء بالتحدث باللغة العربية في المؤتمرات التي تعقد داخل المملكة باستثناء الاجتماعات التقنية المتخصصة، فإنهم يظهرون استخفافا غير مقبول بلغتهم الأم والقيمة الرمزية للتحدث بها أمام ضيوف المؤتمرات والمنتديات الذين سينظرون بلا شك بتقدير أكبر لمن يعتز بهويته وثقافته!
وهناك قصة سبق أن رويتها عن اجتماع حضرته في قصر وزارة الثقافة الفرنسية، حيث تمت الاستعانة بمترجمين اثنين للتحول بين اللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، وعند نهاية الاجتماع دعانا نائب الوزير الفرنسي لجولة في القصر التاريخي، وفوجئت بأنه يتحدث باللغة العربية فسألته ألم يكن من الأجدى أن نوفر نصف الوقت الذي ضاع بين المترجمين، فأجاب بأن القانون لا يسمح له بالتحدث بغير اللغة الفرنسية في اللقاءات الرسمية، فشعرت بالإعجاب بهذا الاعتزاز، ثم شعرت بالأسف لحال بعض المتحدثين السعوديين الرسميين الذين يستعرضون عضلاتهم اللغوية الإنجليزية في المؤتمرات والمنتديات والاجتماعات التي تعقد في بلادهم، والمشكلة أنها أحيانا تكون عضلات ضامرة من حيث التمكن والإجادة!
باختصار.. لا تجاملونا بالتحدث باللغة العربية، على الأقل جاملوا القانون الذي يفرض عليكم التحدث بها في المؤتمرات التي تعقد في السعودية!
نقلاً عن “عكاظ“