حين توقفت الثقافة السعودية عن المواكبة العالمية في عام (79)؛ لأسباب ثقافية (!)، لم يكن ذلك التوقف يعني الضمور.. فقد كانت تنمو وتزدهر بحكم حيويتها العالية، وتركيبة سكانها الشغوفة بالحياة، ورغبة المواطن السعودي الأصيلة في مواكبة الحضارة العالمية. كانت تنمو.. ولكن تحت رماد الزمن؛ وكأنها تأبى العودة للخلف.. وترفض أخطاء مسارات الزمن ومعوقاته.. فالنمو والحضارة.. سمة سعودية.
لهذا، حين جاءت الرؤية (2030) بقيادة ثقافية متجددة، أزاحت تراكمات الرماد لتظهر الثقافة السعودية وكأنها لم تتوقف يوماً عن النمو. وتمت إعادة برمجة المفاهيم التي تكوّنت خلال فترة الرّماد.
البرامج والمواسم السياحية كشفت وجه الثقافة السعودية العريقة الجاذب للسائح المحلي والعالمي. فالمملكة العربية السعودية تحتوي على تنوع مناخي وثقافي.. محفوف بالتاريخ الإنساني العريق المُلفت لكل سياح العالم -طالما هو سائح.. فالسعودية وجهته الأهم-.
السعودية، خلال أعوام قليلة فقط، استطاعت أن تثبت للعالم أنها بلد العمق الإنساني، بلد السلام.. بلد الحضارة.
اتضح لكل ثقافات الأرض أن السعودية لا تزايد على الإنسانية.. بل هي ثقافة الإنسانية، ولا تدعي المدنية والتطور الأخلاقي.. بل هي ثقافة المدنية والقيم. لم تقدم المملكة للعالم سوى حسن النوايا والرغبة في نقل الحضارة الإنسانية إلى مرحلة جديدة قائمة على أسس أخلاقية تناسب ثقافة الاعتدال التي تنادي بها الحكمة الإنسانية منذ بدايات الإنسان الأول.
الانفتاح السعودي السياحي على العالم، هو مؤشر وسطية الثقافة السعودية.. واعتدال مفاهيمها وقناعاتها وقيمها. هذا الانفتاح يقدم للعالم حضارة إنسانية محلية بطابع عالمي.
المسارات الفكرية التي يتجه لها العالم في السنوات الأخيرة ترفع من أهمية إظهار المملكة لتاريخها وثقافتها وعمقها التاريخي؛ فهي أساس بدايات الحضارة الإنسانية. من هذه الأرض المباركة؛ عبر التاريخ، انطلقت دعوات العودة للمسارات الصحيحة.. ومن هذه الأرض المباركة أيضا يستمر انطلاق دعوات العودة للمسارات الصحيحة.
المواسم السياحة في مناطق المملكة.. إشراقات حضارية على وجه الإنسانية.
نقلاً عن “عكاظ“