تمت في مايو الماضي، عملية نقل للنفط الروسي من سفينة إلى أخرى في أعالي البحار من المحيط الأطلسي، وهي مسافة غير اعتيادية، في وقت بات بائعو الخام الروس يميلون في كثير من الأحيان إلى طرق بديلة لتوصيل النفط إلى المشترين، مع احتدام الحرب في أوكرانيا.
كما حاول المشترون الحذرون تجنب التورط علانية مع الدولة الخاضعة للعقوبات، من خلال التعتيم على أصول النفط الخام ونهج أسلوب التجارة تحتل علامة “وجهة غير معروفة”.
بين 26 مايو و 27 مايو، نقلت الناقلة العملاقة Lauren II نفطاً روسياً من الناقلة Aframax Zhen I في وسط المحيط الأطلسي، على بعد حوالي 300 ميل غرب جزيرة ماديرا.
وتمثل هذه الخطوة أول عملية نقل للخام الروسي في أعالي البحار، حيث تبحر Lauren II الآن وسط الأطلسي في انتظار عملية شحن أخرى.
قال مات سميث، كبير محللي النفط في Kpler لـموقع Insider: “مع بدء إغلاق طرق التجارة الاعتيادية أمام النفط الخام والمنتجات البترولية الروسية، يجب أن نتوقع رؤية المزيد من الحيل والتعتيم في الأشهر المقبلة”.
تعتبر سفن الشحن الكبيرة هذه، وفقًا لـ”بلومبرغ”، خيارات قابلة للتطبيق في عمليات النقل لمسافات طويلة، لأنها يمكن أن تخزن حوالي ثلاثة أضعاف الكمية لدى السفن الأصغر مثل Zhen I.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن المنتجات النفطية الروسية لا تزال تصل إلى السوق الأميركية لأن التجار يمزجونها ويكررونها في مكان آخر. وقال تقرير الصحيفة إن الإمدادات التي يعتقد أنها تتكون جزئياً على الأقل من النفط الروسي وصلت إلى نيويورك ونيوجيرسي الشهر الماضي، والتي من المحتمل أنها جاءت من الهند.
وقال سميث لـ Insider سابقًا: “من المستحيل إخراج الطاقة الروسية تمامًا من السوق العالمية”.
وأضاف: “إذا كانت الهند تأخذ الخام الروسي وتخلطه بخامات أخرى ثم يتم تكريره إلى بنزين أو ديزل، فلا توجد طريقة لربط ما هو مصنوع بالخام الروسي. وعلى هذا الأساس، فإن أي منتجات يتم تكريرها في الهند والمرسلة إلى الولايات المتحدة يمكن أن يكون مصدرها الخام الروسي.. ومن المستحيل معرفة ذلك”.