يكتسب التحول لصالح المزيد من الأطعمة النباتية زخمًا مطردًا في جميع أنحاء العالم داخل المجتمعات الطبية والرياضية. ولكن يتحفظ البعض على استخدام النباتات كمصادر بروتين في منتجات التغذية الرياضية.
ولطالما اعتقد خبراء التغذية الرياضية أن بعض المركبات في النباتات ربما تقلل من التوافر البيولوجي للبروتينات. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن النباتات لا توفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية المتاحة من مصادر اللحوم.
وبحسب ما نشره موقع Medical News Today، طرأ تطور في اتجاه معاكس لتلك التحفظات والأبحاث السابقة، يتمثل في تحدي نتائج دراسة هولندية جديدة لتلك المفاهيم، حيث تؤكد أن البطاطس يمكن أن تكون مصدرًا للبروتين يمكن الاعتماد عليه مثل الحليب الحيواني.
أجرى باحثون في جامعة ماستريخت في هولندا دراسة لتقييم كيف تعزز بروتينات البطاطس التفاعلات البنائية التي تزيد من كتلة العضلات.
وقال الباحث الرئيسي دكتور لوك جيه سي فان لون، أستاذ فسيولوجيا التمارين والتغذية في المركز الطبي بجامعة ماستريخت: إن “النتيجة الرئيسية [للدراسة] هي أن تناول البروتين المشتق من البطاطس يمكن أن يزيد من معدلات تخليق البروتين العضلي أثناء الراحة وممارسة الرياضة، وأن هذه الاستجابة لا تختلف عن تناول كمية مكافئة من بروتين الحليب”.
إن تخليق البروتين العضلي MPS هو العملية التي تصبح فيها الأحماض الأمينية بروتينات عضلية هيكلية. يعد تناول البروتين وممارسة الرياضة أمرًا حيويًا لـ MPS للحفاظ على كتلة العضلات والهيكل العظمي وبنائها. يمكن أن يؤدي تناول البروتين أثناء التعافي من التمرين إلى زيادة معدلات MPS. تختلف هذه المعدلات حسب مصدر البروتين.
تعتبر البطاطس، ثالث أكثر المحاصيل استهلاكًا في العالم، وتحتوي على 1.5٪ فقط من البروتين بناءً على وزنها الطازج. ولكن يمكن استخلاص تركيز البروتين من بقايا عصير البطاطس.
توصل دكتور فان لون وزملاؤه إلى أن تركيبة الأحماض الأمينية لبروتين البطاطس تشبه إلى حد بعيد تركيبة بروتين الحليب. قالوا أيضًا أن الدرنات “توفر كميات كافية من جميع الأحماض الأمينية الأساسية الفردية وفقًا لمتطلبات منظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة الأغذية والزراعة FAO وجامعة الأمم المتحدة UNU، مع عدم وجود أوجه قصور واضحة”.
لإثبات صحة فرضياتهم، قام دكتور فان لون وفريقه البحثي بتجارب على عدد 24 من المشاركين الذكور الأصحاء والنشطين، الذين تراوحت أعمارهم من 18 إلى 35 عامًا، في الفترة بين أبريل 2018 وفبراير 2020. قام الباحثون بشكل عشوائي بتخصيص المشاركين لتناول مشروب يحتوي على 30 غرام (حوالي 2 1/2 ملاعق كبيرة) من بروتين البطاطس أو بروتين الحليب. تبعوا ذلك بمزيد من أخذ عينات الدم وخزعات العضلات.
وقال دكتور فان لون إن الدراسة خلصت إلى أن “تناول 30 غراما من البروتين ثبت أنه يحفز بقوة تخليق البروتين العضلي أثناء التعافي من التمرين”.
أقر دكتور فان لون بأن “المزيد من دراسات الاستجابة للجرعة في مجموعات سكانية أوسع ضرورية بلا شك […]”، حيث أن أعداد المشاركين كانت قليلة للغاية، علاوة على أنهم كانوا ذكورًا فقط، في حين حذر باحثون في دراسة، أجريت عام 2021، من وجود اختلافات بين الجنسين في البنية الجسدية والهرمونات والأيض.
كما أن المشاركين في الدراسة كانوا جميعًا من الشباب، وربما تختلف استجابتهم البنائية للعضلات الهيكلية وقدرتهم على امتصاص البروتين عن الأفراد الأكبر سنًا.
مع استمرار توسع سوق مكملات البروتين، يؤكد بعض الباحثين أن هذه المنتجات باهتة مقارنة بالأطعمة الكاملة من حيث الفوائد الغذائية، حيث يرى دكتور ستيوارت فيليبس، أستاذ علم الحركة في جامعة ماكماستر في أونتاريو، والذي لم يشارك في هذه الدراسة، أن تناول الأغذية الكاملة “يتفوق على المكملات [الغذائية]”.
وفي مقابلة مع جامعة أوبورن، أشار دكتور فيليبس إلى دراسته التي أجراها بعام 2015، والتي كشفت أن الأشخاص الذين يحصلون على البروتين من الأطعمة “لديهم كثافة مغذية أكبر في نظامهم الغذائي”.