استقبل المشاركون في مهرجان كان السينمائي فيلم المخرج الإيراني علي عباسي “هولي سبايدر” أو “العنكبوت المقدس” بالتصفيق الحار وصيحات الإعجاب.
الفيلم استند إلى قصة حقيقية لسفاح في مدينة مشهد الإيرانية، حيث يقوم القاتل سعيد حنائي، الذي يؤدي دوره مهدي باجستاني، بمطاردة فتيات فقيرات يمارسن البغاء.
من جانبه، يقول المخرج عباسي “هذا من الأفلام المظلمة كما هي الحياة في إيران التي تنتشر فيها الجريمة”، مضيفاً “هذا فيلم أسود لا يتحدث عن سفاح واحد فقط بل عن مجتمع أصبح سفاحا في إيران ويدافع عن السفاح الذي أصبح بطلا في نظر الإعلام الإيراني”.
وصورت مشاهد الفيلم في الأردن، حيث يأخذنا المخرج إلى ضواحي مدينة مشهد الإيرانية، ومشاهد قتل يومية لسفاح يقوم بمطاردة بغايا فقيرات بحجة فتاوى من المعممين بوجوب القضاء على الفساد، تلاحقه الصحافية الاستقصائية رحيمي، التي تشتبه في أن الفساد المحلي بألا يعتقل، وبسبب تقاريرها الصحافية يتم القبض على “القاتل العنكبوت” لكنه يجد دعما لحجته بأنه كان يقضي على ما وصفه بالفساد الأخلاقي.
كما يعرض الفيلم مجتمعا لا يرحم لمن يخرج عن قواعده الدينية، وعندما أُلقي القبض على “القاتل العنكبوت”، وهو السفاح الحقيقي، في عام 2001، على الرغم من إدانته وإعدامه في العام التالي.
ويقول المخرج عباسي: لا أعتقد أن الجماهير الإيرانية ستصاب بالصدمة من فيلم “العنكبوت المقدس” إذا سنحت لهم الفرصة لرؤيته، فأنا أعرف أنه سيتم منعه من العرض في إيران، كما في كل أفلامي.
المخرج عباسي الذي يعيش حاليا في الدنمارك وينتج أفلامه من هناك، قال “عشت 20 عاما تقريبا مشغولا بهذا الموضوع وفي كيفية معالجته وتقديمه، وتجسيد جانب مزعج من الحياة الإيرانية لأنه منتشر بشكل كبير الفساد الأخلاقي وزواج المتعة في كل مكان، ولم تكن لتسمح به وزارة الثقافة القوية أبدا في إيران، بما في ذلك رصد النساء الإيرانيات اللواتي يمارسن البغاء، فالفيلم يعرض ويحلل كراهية النساء المتفشية في المجتمع، والتي من المحتمل أن تكون قد لعبت دورا في تأخير القبض عليه.
ولم يخف عباسي شعوره بالقلق، كون الفيلم يجلب مخاطر جدية على حياة طاقم العمل الإيراني، خاصة أن الفيلم أثار جدلاً في إيران بسبب اختيار الفنانة “زار امير إبراهيمي” لبطولته وهي التي كانت ذات يوم نجمة تلفزيونية كبيرة في إيران قبل فضيحة شريط إباحي في عام 2006 عرضتها إلى إذلال علني وقرار بالهجرة والاستقرار في فرنسا.