يقلل الصيام المتقطع من كمية الطعام الذي يتناوله الشخص، ولكنه يقلل أيضًا من مقدار النشاط البدني الذي يقوم به. يزيد اتباع الصيام المتقطع من صعوبة أداء التمارين الرياضية، حيث تشير الدراسات إلى أنه عندما يتم تقليل تناول السعرات الحرارية بشكل كبير، حتى لفترة قصيرة من الوقت، فإن الجسم يتكيف عن طريق تقليل عدد السعرات الحرارية المستخدمة أثناء ممارسة التدريبات الرياضية، بحسب ما نشرته صحيفة “The Economic Times” نقلًا عن مجلة “The Conversation”.
كتب خبير التغذية، ديفيد كلايتون، وهو محاضر أول في التغذية وأستاذ علم وظائف الأعضاء في جامعة نوتنغهام أن الكثير ممن كانوا يفكرون في فقدان الوزن أو يرغبون في اتباع نظام غذائي صحي خلال السنوات القليلة الماضية، فلابد أنهم صادفوا معلومات عن الصيام المتقطع.
تمتع نظام الصيام المتقطع بشعبية واسعة في الآونة الأخيرة، حيث يردد الكثير من المدافعين عنه بأن تلك الطريقة ساعدتهم على إنقاص الوزن بشكل أفضل من أساليب النظام الغذائي الأخرى.
ويفند بروفيسور كلايتون قائلًا إن سر جاذبية وشعبية نظام الصيام المتقطع كوسيلة لإنقاص الوزن ترجع إلى كونه بسيطًا ومرنًا، حيث يمكن تكييفه بسهولة مع كل شخص، ولا يتطلب الامتناع عن أطعمة بعينها أو حساب السعرات الحرارية.
ولكن على الرغم من شعبيته، إلا أن الصيام المتقطع ربما لا يكون في الواقع أفضل من طرق النظام الغذائي الأخرى عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن.
يضيف بروفيسور كلايتون أن العديد من الدراسات كشفت حتى الآن أن الصيام المتقطع مفيد مثل نظام حساب السعرات الحرارية عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، مستشهدًا بنتائج دراسة حديثة تتبعت المشاركين لأكثر من عام.
كما تطابقت النتائج أيضًا مع العديد من الأنواع المختلفة من الصيام المتقطع، بما يشمل صيام اليوم المتبادل، حيث يصوم المرء أو يقيد السعرات الحرارية كل يومين بالتناوب، أو عند اتباع نظام غذائي 5:2، حيث يتم تناول الطعام بشكل طبيعي خمسة أيام في الأسبوع، ثم الصيام أو تقييد السعرات الحرارية لمدة يومين وكذلك تناول الوجبات حسب توقيتات زمنية مثل نظام 16:8 حيث يحصل المرء على كل وجباته الغذائية خلال ثماني ساعات ثم يقوم بالصيام لمدة 16 ساعة.
ويوضح بروفيسور كلايتون أن نتائج أي دراسات لم تظهر حتى الآن أن الصيام المتقطع أفضل من باقي الأنظمة الغذائية التقليدية، شارحًا أن الصيام المتقطع يقلل من كمية الطعام التي يتم تناولها، ولكن ربما يكون له جانب سلبي، يتمثل في أنه يقلل من مقدار النشاط البدني الذي يقوم به الشخص ويضاعف صعوبة زيادة أحمال التدريبات الرياضية.
ويستطرد بروفيسور كلايتون قائلًا إنه بغض النظر عن نوع الصيام المتقطع الذي يتبعه الشخص، فإنه عندما يتم تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير، حتى لفترة قصيرة من الوقت، فإن الجسم يتكيف عن طريق تقليل عدد السعرات الحرارية المستخدمة أثناء ممارسة التمرينات الرياضية، ولكن لم يتوصل الباحثون إلى السبب الأكيد لحدوث ذلك.
يقول بروفيسور كلايتون إن انخفاض مستويات النشاط البدني ربما لا تؤثر بالضرورة على فقدان الوزن، إلا أنه يمكن أن يكون له آثار سلبية أخرى على الصحة.
على سبيل المثال، توصلت دراسة حديثة عن الصيام ليوم بديل، أو صيام بالتناوب، إلى أنه بمجرد اتباع النظام لمدة ثلاثة أسابيع فقط تنخفض مستويات النشاط البدني وتؤدي إلى خسارة أكبر في كتلة العضلات مقارنة بالنظام الغذائي اليومي المقيّد للسعرات الحرارية، علاوة على أن نظام الصيام يعد أقل فعالية من تقييد السعرات الحرارية اليومية لفقدان الدهون.
تعد كتلة العضلات أمرًا بالغ الأهمية لأسباب عديدة، من بينها تنظيم مستويات السكر في الدم والبقاء قادرين جسديًا مع تقدمنا في السن. لذلك من الأفضل تجنب الأنظمة الغذائية التي تسبب فقدان العضلات. ولكن ربما يساعد الجمع بين الصيام المتقطع وبرامج التمارين الرياضية في الحفاظ بشكل أفضل على كتلة العضلات الخالية من الدهون مع التشجيع على فقدان الدهون.
في حين أن الصيام المتقطع قد لا يكون حلاً سحريًا عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن، فإن هذا لا يعني أنه قد لا يكون له فوائد صحية أخرى.
يشير بروفيسور كلايتون إلى أن مراجعة علمية حديثة عن الصيام المتقطع أفادت بأنه يُحسن ضغط الدم وحساسية الأنسولين، أي مدى فعالية تنظيم الجسم لسكر الدم، وخفض مستويات الكوليسترول إلى حد مماثل للحد من السعرات الحرارية اليومية، منوهًا إلى أن القليل من الدراسات تابعت المشاركين لمدة تزيد عن عام، لذا فمن الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الآثار الإيجابية مستمرة.
تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن الطريقة الصيام المتقطع التي يقع عليها الاختيار يمكن أن تكون مفتاحًا لتحقيق نتائج أفضل. أظهر عدد من الدراسات نتائج واعدة من تناول الطعام المقيد في وقت مبكر، والذي يتضمن تناول كل السعرات الحرارية في اليوم في الجزء الأول من اليوم والصيام في المساء، عادةً من الساعة 4 مساءً فصاعدًا.
إن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم يوازن تناول الطعام مع إيقاعات الساعة البيولوجية الطبيعية في جسم الإنسان، مما يعني معالجة العناصر الغذائية بكفاءة أكبر.