وسط استمرار تعثر المفاوضات بين موسكو وكييف، فيما يستمر القتال بين الطرفين في شهرها الرابع، جدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، التشديد على ضرورة التحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضح في كلمة لمؤسسة بحثية إندونيسية أن “بلاده ليست متحمسة للتحدث مع بوتين، لكن يتعين عليها مواجهة الحقيقة، والإقرار بأن تلك الخطوة ضرورية على الأرجح لإنهاء الحرب”، وفق تعبيره.
كما أضاف أن “هناك أشياء يجب مناقشتها مع الزعيم الروسي”. وقال “أنا لا أبلغكم أن شعبنا حريص على التحدث إليه، لكن علينا مواجهة حقائق ما نعيشه.
أما عن هدف هذا الاجتماع، فأشار إلى أنه سيساعد في “استعادة حياة دولة ذات سيادة داخل أراضيها”، وفق قوله. إلا أنه رأى أن روسيا لا تبدو مستعدة بعد لإجراء محادثات سلام جدية.
بالتزامن رد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف على تلك التصريحات، معتبراً أن القيادة الأوكرانية تدلي باستمرار بتصريحات متناقضة، الأمر الذي لا يسمح لنا بفهم ما تريده.
وأشار بيسكوف ردا على أسئلة الصحافيين اليوم حول كلام زيلينسكي بشأن الاستعداد للتفاوض، إلى أن “المفاوضات مجمدة الآن بقرار ووفقا للخط الذي اختاره الجانب الأوكراني. وتابع قائلا “هذا هو أول شيء يتناقض تمامًا مع تصريحات زيلينسكي”.
كما رأى أن مسؤولي كييف يصدرون بشكل عام، وباستمرار بيانات تتعارض بعضها مع بعض. وأوضح أن هذا التناقض “لا يسمح لموسكو بفهم كامل لما يريده الجانب الأوكراني وما إذا كان مستعدا لاتخاذ نهج رصين وإدراك الوضع الحقيقي”.
وكانت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أعلنت سابقاً أن كييف نفسها أوقفت المفاوضات مع الوفد الروسي، ولم تستجب لمقترحات موسكو بشأن مسودة المعاهدة.
يشار إلى أن آخر اجتماع عقد بين الوفدين الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي، والأوكراني برئاسة ديفيد أراخاميا، في 22 أبريل، بحسب ما أكدت حينها وكالات رسمية روسية.
ومنذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، عقدت جولات عدة من المحادثات سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت من أجل التوصل إلى حل يرضي الطرفين، إلا أنها لم تتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى هدنة دائمة وسلام بين البلدين.