أعلنت منصة عالمية للتجارة الإلكترونية عن إيقاف خدماتها في تركيا وذلك على نحو مفاجئ بعدما كانت تقدّم خدمات البيع عبر وسيط محلي في البلاد.
ولم تعلن الشركة رغم انتشارها الواسع عن أسباب التوقف ولم تكشف عن خططها المستقبلية في تركيا.
وتوقفت منصة Ebay الدولية التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا الأميركية مقرّاً لها عن العمل في تركيا بشكلٍ كامل عبر وسيطها المحلي في البلاد وهي شركة GittiGidiyor التي أوقفت خدمة البيع الإلكتروني يوم أمس دون أن تكشف الأسباب التي أدت لهذا الإغلاق المفاجئ.
وذكرت مصادر مقرّبة من الشركة لـ”العربية.نت” أن ” GittiGidiyor لن تقوم بنشر أي إعلاناتٍ تجارية بعد اليوم، لكن عمليات البيع التي تجريها ستستمر حتى الثامن عشر من شهر يوليو المقبل”.
وبحسب المصادر فإن زبائن هذه الشركة لن يتمكنوا من الوصول لحساباتهم على موقع GittiGidiyor بعد الخامس من سبتمبر المقبل.
وقالت تاجيره بكتاش المحللة السياسية والمالية التركية، إن “انسحاب شركات دولية معروفة من تركيا يتمّ لأسباب سياسة واقتصادية في آنٍ واحد خاصة مع عدم وجود استقرار سياسي واقتصادي”.
وأضافت لـ”العربية.نت” أن “عدم استقرار سعر صرف الليرة التركية وترقب الانتخابات الرئاسية والنيابية العام المقبل، يساهم في هروب شركاتٍ دولية، لكن هذا الانسحاب من البلاد لن يكون دائماً”.
وتابعت أن “عدد سكان تركيا أكثر من 80 مليون شخص، وبالتالي هي سوق مهمة لهذه الشركات التي تنسحب في هذه الفترة، لكنها لاحقا ستعود حتماً، ولهذا باعتقادي أن إغلاق الفرع التركي لشركة Ebay سيكون مؤقتاً”.
وكانت شركة GittiGidiyor قد بدأت أعمالها في العام 2001 كمؤسسة تركية محلية تعمل بالتعاون والتنسيق مع منصة Ebay المعروفة دولياً، إلا أن Ebay كانت قد حصلت على 93%، من أسهمها في العام 2011 قبل أن تحصل على باقي الأسهم في العام 2016.
وكانت الشركة التركية تحظى باستقلالية في العمل قبل أن تستحوذ عليها Ebay بالكامل وتقرر يوم أمس الانسحاب من تركيا وايقاف ما كان يُعرف بفرعها المحلي في البلاد.
وبحسب معلوماتٍ حصلت عليها “العربية.نت” فإن أبرز أسباب إيقاف هذه الشركة تتعلق بعدم استقرار سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية لاسيما وأن معظم منتجاتها التي تباع رقمياً تصنع في الخارج وتستورد منها.
وكانت شركة Ebay قد وصفت إغلاق فرعها التركي بقرارٍ “صعب” و”استراتيجي” في ذات الوقت، لكنها شددت أيضا في بيانٍ صادر عنها على أنها تقوم بمراجعة سياساتها العالمية بانتظام.
ولم يُعرف بعد إذا ما كانت الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرّاً لها، ستطلق موقعاً إلكترونياً آخر أو بديلاً عن GittiGidiyor لتقديم خدماتها في تركيا.
وزاد عدم استقرار سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية من متاعب الشركات في تركيا والتي تستورد منتجاتها من الخارج بالعملة الصعبة.
وسجّلت الليرة التركية هذا الأسبوع هبوطاً حاداً أمام العملات الأجنبية يشبه تراجعها السابق وتسجيلها لمستوياتٍ قياسية منخفضة نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري بعد التخفيض المتكرر لأسعار الفائدة.
ومع أن البنك المركزي التركي والحكومة يعملان على الحد من التراجع المستمر للعملة الوطنية، إلا أن الليرة تواصل الانخفاض أمام العملات الأجنبية حتى الآن.
وسجّلت الليرة التركية 17.33 ليرة لكل دولارٍ أمريكي متجاوزة بذلك المستويات المنخفضة التي وصلت إليها في شهر آذار/مارس الماضي، عندما تضررت من مخاوف حيالٍ الحرب في أوكرانيا.