تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، السبت، يومها الـ87، وبعد السيطرة الروسية الكاملة على مصنع آزوفستال في ماريوبول، قصفت المدفعية الروسية بكثافة منطقة دونباس شمالا، فيما أفادت وكالة الأنباء الأوكرانية بأن المدفعية الروسية تقصف منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن الجيش الروسي قوله إنه دمر شحنة أسلحة غربية كبيرة في منطقة زيتومير الأوكرانية غربي كييف باستخدام صواريخ “كاليبر” أُطلقت من البحر. وأوضحت الوزارة: “دمرت صواريخ كاليبر الطويلة المدى والعالية الدقة شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية أرسلتها الولايات المتحدة ودول أوروبية قرب محطة مالين للسكك الحديد في منطقة زيتومير”.
وتركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. وتسعى موسكو خصوصًا إلى السيطرة بالكامل على دونباس التي تخضع جزئيًا لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن فقدان روسيا للطائرات المسيرة بمعدل كثيف سيضعف من قدراتها الاستطلاعية، مشيرة إلى أن العقوبات انعكست على قدرة روسيا في انتاج مزيد من المسيرات الاستطلاعية.
وقالت هيئة أركان القوات الأوكرانية عبر “فيسبوك” صباح السبت أن الجيش الروسي “يستمر في شن هجمات في منطقة العمليات الشرقية لفرض سيطرة تامة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك والابقاء على ممر بري مع القرم المحتلة موقتا”.
واستسلمت آخر مجموعة من القوات الأوكرانية التي كانت متحصنة في آزوفستال بما يشكل نهاية لحصار استمر لأسابيع.
فما يقرب من 1000 ألف جندي أوكراني، كانوا مختبئين في المصنع أسابيع، تركوا مراكزهم وسلموا أنفسهم للقوات الروسية وللانفصاليين المواليين لروسيا، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية.
ما سيحدث تاليا لمقاتلي آزوفستال الذين تم إجلاؤهم غير واضح، فأوكرانيا تدعو إلى تبادل للأسرى، ولكن بعض الأصوات في روسيا تدعو إلى محاكمتهم.
الرئيس فلودومير زيلينسكي قال عقب بدء الإجلاء من المصنع إن أوكرانيا تحتاج إلى أن يبقى أبطالها أحياء، وإنه سيتواصل العمل من أجل إعادتهم إلى الوطن.
في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الجنود سيُعاملون بما يتماشى مع القوانين الدولية ذات الصلة.
وتعد كتيبة آزوف، التي كان أعضاؤها من بين الذين تم إجلاؤهم من آزوفستال، الهدف الأكثر شيوعا لروسيا التي تدعي بأنها تقاتل النازيين في أوكرانيا. الكتيبة، تم تشكيلها من متطوعين عام 2014، ولكنها الآن تعد وحدة من الحرس الوطني.
من جانبها، أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إلى أن اتفاقية جنيف تشترط على الأطراف المتحاربة منحها “حق الوصول الكامل” إلى أسرى الحرب “أينما كانوا محتجزين”.
وتخلل معركة السيطرة على ماريوبول اتهامات غربية جمة بارتكاب جرائم حرب.
وفتحت أوكرانيا أكثر من 12 ألف تحقيق في جرائم حرب منذ بدء الغزو الروسي لأراضيها في 24 فبراير على ما تفيد النيابة العامة الأوكرانية.
والجمعة أقر السرجنت الروسي فاديم شيشيمارين (21 عاما) أنه قتل مدنيا أعزل في مطلع العملية الروسية في إطار أول محاكمة لعسكري روسي بتهمة ارتكاب جريمة حرب منذ بدء النزاع. ويتوقع صدور الحكم في هذه القضية الاثنين.
وأعرب الجندي الشاب عن “أسفه الشديد” إلا ان محاميه أعتبر أنه “غير مذنب” بتهمة القتل عن سابق تصور وتصميم في مرافعته الختامية.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن احتلال منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، “شارف الانتهاء”.
وفي مدينة لازوفا في شرق البلاد أصيب 8 أشخاص على الأقل بينهم طفل بهجوم صاروخي روسي استهدف مركزا ثقافيا أعيد بناؤه قبل فترة قصيرة على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.
وتسببت ضربات روسية بسقوط 12 قتيلا و40 جريحا الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق).
وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.
ويحاصر الروس حاليًا هاتين المنطقتين اللتين يفصل بينهما نهر، ويقصفونهما بلا توقف لإنهاك المقاومة ومنع وصول تعزيزات.
وبينما وصلت المفاوضات قبل أسابيع قليلة بوساطة تركية إلى طريق مسدود، أشارت إيطاليا الجمعة إلى أنها اقترحت تشكيل “مجموعة تيسير دولية تضم منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”.