منح قاضٍ بريطاني، اليوم الخميس، شركة الخطوط الجوية القطرية حق الحصول على محاكمة سريعة نسبياً ضد شركة إيرباص في نزاع حول سلامة الطائرات، لكنه رفض عدة دعاوى إجرائية تشمل محاولة من الشركة لتقسيم القضية إلى جزأين.
ونشب نزاع بين الشركتين على مدى شهور بخصوص كفاءة أحدث طائرة أوروبية للرحلات الطويلة بعد تلف طبقة الطلاء الواقية الخارجية على هيكلها، الأمر الذي دمر أحد أهم العلاقات التجارية في قطاع الطيران.
ويعني قرار القاضي أن إيرباص يمكنها الاختيار بين محاولة الاستمرار في تسليم طائرات إيه 350 لشركة الخطوط القطرية، لكن ذلك سيعني تعديل بنود السداد، أو محاولة بيع جميع الطائرات المرفوضة لشركات أخرى مثل الخطوط الجوية الهندية (إير إنديا) التي قالت مصادر في القطاع إنها قد تتقدم بطلب للشراء.
وطلبت الخطوط القطرية من المحكمة العليا البريطانية تقسيم القضية وإصدار أمر لإيرباص بإجراء تحليل أدق لأمور تؤثر على نظام حماية الطائرات من الصواعق التي تصيب الطائرات التجارية مرة واحدة سنويا في المتوسط.
كما طلبت منع إيرباص من محاولة تسليم المزيد من طائرات إيه 350 إلى قطر أو إعادة بيع أي طائرات لم يتم تسليمها إلى شركات طيران أخرى في أثناء نظر النزاع بين الجانبين.
ورفض القاضي الطلبين، لكنه وافق على طلب قطر بمحاكمة سريعة في النزاع الرئيسي بخصوص السلامة والعقد المبرم بين الجانبين.
ومنعت قطر تحليق أكثر من 20 طائرة من طراز إيه 350 بعد أن كشف تآكل طبقة الطلاء الخارجية وجود تلف أو فجوات في الشبكة المضادة للصواعق.
وتقول الشركة القطرية إن هذا يثير تساؤلات بخصوص سلامة الطائرات المعنية، ورفضت استلام المزيد من طائرات هذا الطراز قبل إجراء المزيد من التحليل وطلبت مليار دولار تعويضا.
وتعترف إيرباص بوجود مشاكل تتعلق بالجودة لكنها تصر على أن الطائرات آمنة وواصلت محاولة إجبار شركة الطيران القطرية على استلام مزيد من الطائرات.
وتواصل شركات الطيران الأخرى تحليق الطائرة إيه 350 بعد أن قالت سلطات الطيران الأوروبية إن مشكلة الطلاء لم تؤثر على صلاحيتها للطيران. وفي مناقشات خاصة، قال مسؤولون كبار في صناعة الطيران لرويترز إنه يجب على الجانبين التوصل إلى تسوية.
واتسع نطاق الخلاف في يناير/كانون الثاني عندما ألغت إيرباص عقدا منفصلا مع الخطوط الجوية القطرية لشراء طائرات أصغر من طراز إيه 321نيو. ورفض القاضي نفسه الشهر الماضي محاولة من الخطوط القطرية لإجبار إيرباص على تسليم الطائرات.
وأعلنت إيرباص فوزها جزئيا بناء على الحكم المبدئي، لكن أشخاصا مقربين من الخطوط الجوية القطرية قالوا إن التركيز الرئيسي سيكون على المحاكمة.