يقدم فيلم “كيرة والجن”، الذي طرح في السينمات بمصر والوطن العربي، والذي يشارك في بطولته النجم كريم عبدالعزيز إلى جانب النجم أحمد عز، يقدم ملحمة تاريخية تعود أحداثها لحقبة مهمة في تاريخ مصر وهي ثورة 1919.
وعلي الرغم من تقديم الفنان كريم عبدالعزيز في رمضان الماضي دور ضابط بإحدى الجهات الأمنية تحاول الحفاظ علي أمن الوطن في مختلف ربوعه، وكشف العديد من الحقائق لفترة دسمة في تاريخ مصر الحالي من خلال مسلسل “الإختيار”، إلا أن دوره في “كيرة والجن” هو بمثابة محطة مختلفة في حياته، فهي المرة الأولي التي يقدم فيها شخصية حقيقية، لواحد من رجال الزعيم والقائد المصري سعد زغول، أحد الذين طالبوا باستقلال مصر من الاحتلال.
كريم عبدالعزيز كشف في حواره مع “العربية.نت” عن تفاصيل تلك الشخصية وتحضيره لها، وكواليسه.
*3 أعوام هي مدة التصوير والانتهاء من هذا العمل، أليست فترة طويلة بعض الشيء؟
**أول مشهد قمت بتصويره من الفيلم كان في نوفمبر 2019 وبعدها انتشر وباء كورونا، ولذلك أوجه الشكر والتقدير لشركة “سينرجي” لأنها قدمت أضخم إنتاج في تاريخ الصناعة من خلال فيلم “كيرة والجن”. ولم تتنازل عن تقديم الفيلم بجودة عالية رغم تفشي فيروس كورونا، وقاموا بالصرف على الفيلم وكأنه فيلم عالمي. فالفيلم صعب وتكلفته الإنتاجية ضخمة وعلى مدار 3 سنوات لم تتنازل عن الديكور وقامت بتخزين الملابس والحفاظ عليها ووقفت في وجه أي ظرف يعطل العمل، حتي يرى هذا العمل النور.
*هناك العديد من العوامل بالتأكيد التي حمستك للدور، ففي العادة تختار أدوارك بتأن، حدثنا عن ذلك..
**العمل جمع العديد من العوامل التي جعلت رفضه مستحيلا، فشخصية “أحمد عبدالحي كيرة” والرواية والمخرج وفريق العمل والشخصية وأحمد عز في ثاني عمل يجمعنا، وثالث تجربة بيني وبين هند صبري، كلها عوامل مغرية لكي أقبل الدور، والحمدلله أني قدمته. فمن المهم أن نقدم كفنانين شخصيات ثرِية مثل “كيرة” كنوع من التوعية والإبهار والمتعة، فدور السينما أن تبهر وتبدع بجمالها.
*ألا ترى أنها فترة بعيدة جدا وتاريخية حتي يتم تقديمها في فيلم؟
**بالفعل ولكن الفيلم يقدم حقبة مهمة جدا في تاريخ مصر، وهي فترة أحداث ثورة 1919، وما قبلها حتى حدثت، وذلك من خلال الشخصية التي أقدمها وهي شخصية حقيقية تدعى “أحمد كيرة”. هو فدائي مصري من رجال سعد زغلول ويعتبر الذراع الأيمن لجمال فهمي، وهو من رجال المقاومة ويعمل كيميائيا، وكان يتودد كثيرا للإنجليز وتركوا له المعامل التي صنع بها السلاح الذي قتلهم به. فهي شخصية مغرية جدا فقد تقبل العديد من الإهانات من أهله من أجل حبه لبلده. ولكن ما جعلني أتعاطف مع الشخصية أنه قُتل ودفن في تركيا، وليس في مصر.
*مروان حامد وعودة للتعاون مرة أخري بعد مجموعة من الأعمال المميزة والمختلفة، أليس كذلك؟
**أشعر بالراحة والسعادة في التعاون معه، فلديه القدرة على أن يفتح للممثل مناطق لا يعلمها، فهو دارس جيد، ومتفهم لأدواته الفنية والإخراجية وقارئ وعميق ولديه رؤية جديدة وغريبة وسينمائي حتى النخاع. فهو لديه حس سابق، وعمق فكري وفني وثقافي، فهو مخرج كبير وإنسان عظيم ودائما ما يخرج الجديد مني. وهو ما حدث في فيلم “الفيل الأزرق” بجزأيه. بالإضافة لتربيته الثقافية على يد والده الراحل الكاتب وحيد حامد. فأنا إذن أمام مخرج متميز أطمئن دائماً وأنا أعمل معه فهو لا يَترُك شيئاً للظروف واحتمالات الخطأ.
*كما تعود من خلال هذا العمل للتعاون أيضا مع الكاتب أحمد مراد، وأيضا أحمد عز وهند صبري.. فحدثنا عن ذلك
**الحقيقة أنا سعيد للتعاون معهم، فأحمد مراد أخرجني إلى عالم سينمائي أكبر، وجعلني أكثر جرأة، فقد أعجبت بعالمه جداً وجعلني أعشق تقديم الأعمال الروائية أكثر. فكتابته تتميز باللامحدودية مع لمسات فنية محسوبة، فأنا من المعجبين بكتاباته.
أما أحمد عز فقد قضينا معا 3 سنوات ما بين المجر وعدد آخر من الدول التي صورنا فيها، وشعرت خلالها بالمتعة في التصوير، فما عايشته مع عز ورأيته بعيني أنه شخص شديد الاحترام للناس، والمخرج، وزملائه، كما يحترم صناعة السينما بكل تفاصيلها، وأنا من جمهوره، وأعتبره صديقا تعرفت إليه متأخرا.
أما هند صبري، فأنا محظوظ بالعمل معها في “الفيل الأزرق 2” وإن كنت أتمنى الحقيقة أن نعمل معا منذ زمن، فقد شعرت أننا نعرف بعضنا منذ 100 عام، وقد شعرت بذلك في أَول مشهد في “الفيل الأزرق 2″، وكنت أتمنى العمل معها والتعرف عليها منذ سنوات طويلة.
*وكيف كانت التحضيرات للشخصية وخاصة وأن إعلان الفيلم أظهر بعض تفاصيلها؟
**إن طبيعة الشخصية عندما قرأتها على الورق قوية، فهو شخص ذكي جدا، ولديه قدرة غير عادية علي التنكر، فقد كان لديه 4 منازل يعيش فيها، ولكنه لا ينام إلا وهو يرتدي حذاءه حتى يتمكن من الهروب بسرعة دائما وقت الحاجة. كما كان يستخدم بعض اللغات ومنها الإنجليزية لإتقان الشخصية، فقد كانت شخصية مغرية جدا لتقديمها على الشاشة. ولذلك احتاجت العديد من جلسات العمل مع المخرج وأحمد مراد للوقوف على تفاصيلها وخط سيرها وأيضا جلسات أخرى مع مصممة الملابس ناهد نصرالله والماكيير لتكون التفاصيل العامة متماشية معها من ملابس ومكياج وغيرها من الأمور.
*وهل هناك جديد ستقدمه خلال الفترة القادمة؟
**لدي عملان.. الأول مسلسل درامي سيقدم في رمضان 2023 مع المخرج بيتر ميمي والكاتب عبد الرحيم كمال عن “رواية الحشاشين” حيث أقدم شخصية حسن الصباح، وهي المرة الأولى التي أعمل فيها مع المؤلف عبدالرحيم كمال.
كما أنني في انتظار انتهاء المؤلف أحمد مراد من كتابة “الفيل الأزرق 3″، حيث وعد مروان حامد أن بعد الانتهاء من كتابة العمل سنبدأ في التصوير.