تنطلق مساء اليوم الثلاثاء المحادثات الأميركية الإيرانية غير المباشرة في الدوحة، من أجل إعادة إحياء المفاوضات النووية المتوقفة منذ مارس الماضي، بعد الجهود الأوروبية الحثيثة التي بذلت خلال الأيام الماضية.
ولم يحضر في الدوحة إلا مندوبو إيران والولايات المتحدة والوسيط الأوروبي، وبحسب وكالة فرانس برس، من المقرر حضور وفدي الولايات المتحدة وإيران في غرفتين منفصلتين، إذ ستستمر المفاوضات بعد ذلك من خلال الوسيط.
وفي هذا السياق، وقع حميد أبو طالبي وهو سياسي ودبلوماسي وسفير إيراني سابق ومساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني السابق، أن تكون مفاوضات مباشرة بين الوفدين خلف الستار.
في موازاة ذلك، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس، إن الموقف الأميركي بشأن إيران واضح، مشيراً إلى أن بلاده مصممة على التأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.
وأضاف أن الاتفاق بالطرق الدبلوماسية هو أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أن “العودة المتبادلة إلى الاتفاق النووي هي في مصلحة الولايات المتحدة وحلفائها، وهناك اتفاق أمام إيران، والأمر متروك لهذا البلد ليقرر قبوله أم لا”.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، يوم أمس، إن المحادثات المقبلة “لا تتعلق بالأبعاد النووية، بل تتعلق فقط بأجزاء خلافية لم تحل بشأن القضايا القليلة المتبقية في مجال رفع العقوبات”.
يذكر أن المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة تعقد في الدوحة، بينما كانت المحادثات قد أجريت بالفعل بشكل أوسع في فيينا بين إيران ودول 4 + 1 مباشرة والولايات المتحدة بشكل غير مباشر.
وبدأت المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي في فيينا في ربيع العام الماضي، بهدف رئيسي هو إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي وعودة إيران إلى الوفاء بالتزاماتها وفقا لنفس الاتفاق.
وبعد أن ذهب المبعوث الإيراني علي باقري كني إلى فيينا حاملاً أجندة محددة في 27 فبراير الماضي، قيل آنذاك إن مسودة الاتفاق الجديد قد اكتملت تقريبا.
وبعد طرح مسودة الاتفاق الجديد، اتضح أن إيران طلبت من الولايات المتحدة شطب الحرس الثوري من قائمة التنظيمات “الإرهابية” لديها، وإعطاء ضمانات بعدم انسحاب الإدارات الأميركية من الاتفاق في المستقبل.
وأدى ذلك إلى وقف المحادثات في 11 مارس/آذار، ومنذ ذلك الحين تعثرت المحادثات وألقت إيران والولايات المتحدة باللوم على بعضهما البعض.