على الرغم من التلميحات الروسية خلال الساعات الماضية باحتمال التفاوض حول مسألة “تبادل الأسرى”، استبعدت أوكرانيا قبول أي وقف لإطلاق النار مع روسيا، مؤكدة أنها لن تقبل أي اتفاق يتضمن التخلي عن أراضيها.
فقد اعتبر ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن تقديم تنازلات سيرتد بالسلب على البلاد، لأن روسيا ستضرب بقوة أكبر بعد أي توقف للقتال، مشيرا إلى أن “موقف كييف في الحرب أصبح أكثر صلابة”.
ومن المكتب الرئاسي الذي يخضع لحراسة مشددة في كييف، أكد بودولياك في مقابلة مع رويترز، أن “الحرب لن تتوقف بعد تقديم تنازلات، إنما سيتم تعليقها فقط لبعض الوقت”.
كما أضاف “بعد فترة، وبتكثيف جديد، سوف يقوم الروس بتعزيز أسلحتهم وقوتهم البشرية ويعملون على تصحيح أخطائهم وتطوير أدائهم وإقالة العديد من الجنرالات، وسوف يبدأون هجوما جديدا أكثر دموية وأوسع نطاقا”.
إلى ذلك، رفض مستشار زيلينسكي أي دعوات غربية بوقف فوري لإطلاق النار يتضمن استمرار سيطرة القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية في شرق وجنوب البلاد، واصفاً تلك الدعوات بأنها “بالغة الغرابة”.
وقال “على القوات الروسية مغادرة البلاد، وبعد ذلك سيكون من الممكن استئناف عملية السلام”.
كما اعتبر أن وقف النار سيكون في صالح الكرملين. وتابع قائلا “إنهم يريدون تحقيق نوع من النجاحات العسكرية، لكن بالتأكيد لن تكون هناك نجاحات عسكرية بمساعدة شركائنا الغربيين”.
وأضاف “سيكون من الجيد أن تفهم النخب الأوروبية والأميركية أنه لا يمكن ترك روسيا في منتصف الطريق، لأن قواتها ستكون أكثر قسوة حينها، لذا يجب أن تلحق بهم هزيمة مؤلمة قدر الإمكان”.
تأتي تلك التصريحات بعد أن أكد الجانبان خلال الأيام الماضية أن مفاوضات السلام تعثرت منذ أبريل الماضي، فيما حمل كل منهما مسؤولية ذلك للطرف الآخر.
فقد عقد آخر اجتماع بين الوفدين الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي، والأوكراني برئاسة ديفيد أراخاميا في 22 أبريل، بحسب ما أكدت حينها وكالات رسمية روسية.
يذكر أنه منذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، عقدت جولات عدة من المحادثات سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، إلا أنها لم تتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى هدنة دائمة وأسس للحل بين البلدين.
لكن الأسابيع الأخيرة الماضية لم تشهد أي تواصل يذكر بين الجانبين.
وفيما تصر موسكو على نزع سلاح كييف وحماية الناطقين باللغة الروسية في الشرق الأوكراني، فضلاً عن منعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تتمسك كييف باستقلالها وحماية أراضيها، مطالبة بضمانات أمنية دولية، تمنع وقوع أي هجوم روسي في المستقبل، كما ترفض التنازل عن أي أراض “احتلتها” القوات الروسية.