شهدت العلاقة بين الغرب والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبين طهران، تطورات دراماتيكية، بعيد إقرار مجلس محافظي الوكالة بالإجماع مساء أمس قراراً يدين الأنشطة الإيرانية.
فبعد صدور هذا القرار أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أن بلاده أغلقت كاميرتَين تابعتَين للوكالة الدولية لمراقبة نشاطاتها النووية، في إطار مواجهتها مع الدول الغربية والولايات المتحدة، وفق تعبيره.
إلا أن التعليق الأكثر إثارة للجدل، أتى عبر “لسان حال” الحرس الثوري.
فقد صدرت صحيفة “جوان” التابعة للحرس بعنوان عريض، تعليقاً على تلك الخطوة.
وكتبت في صدر صفحتها الأولى، مع صورة كاميرا: “أعمينا العيون الصهيونية للوكالة الدولية للطاقة الذرية”، في اتهام للوكالة التابعة للأمم المتحدة أنها تعمل تحت غطاء أو بتوجيهات إسرائيلية.
وكانت الوكالة الذرية كشفت أمس الأربعاء أن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز (آي.آر-6) في مجموعة واحدة بمحطة تخصيب تحت الأرض في نطنز، بما يتماشى مع ما أعلنته من فترة طويلة، لكنها تعتزم الآن إضافة مجموعتين أخريين”.
كما ذكرت في التقرير السري الذي أرسل إلى أعضاء مجلس المحافظين البالغ عددهم 35 أنه “في 6 يونيو 2022، تحققت الوكالة من أن إيران بدأت في تركيب أجهزة طرد مركزي من طراز آي.آر-6 في مجموعة واحدة سبق أن أبلغت بها الوكالة”، مضيفة أن التركيب في المجموعتين الأخريين لم يبدأ بعد.
جاء هذا الكشف في تقرير سري أُرسل إلى الدول الأعضاء قبل فترة وجيزة من إصدار مجلس المحافظين قراراً ينتقد طهران، لعدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.
يشار إلى أن قرار مجلس المحافظين الذي صدر بإجماع ساحق أمس، يعتبر أول قرار حاسم ضد طهران منذ يونيو 2020، كما يُعدّ مؤشرا على نفاد صبر الغربيين، لاسيما بعد تعثر المفاوضات النووية التي انطلقت العام الماضي في فيينا.
إلى ذلك، من شأنه أن يعقد أكثر بعد مصير المحادثات النووية.