بعد تأكيد الكرملين ألا نية لبلاده باقتحامه، أعلن الجيش الروسي مساء الأربعاء، أنه سيوقف إطلاق النار في محيط مصنع آزوفستال للصلب بمدينة ماريوبول الأوكرانية لمدة 3 أيام.
وأكد الجيش في منشور على الإنترنت، أنه سيفتح ممرات إنسانية من المصنع أيام الخميس والجمعة والسبت، للسماح للمدنيين بمغادرة المجمع.
كما أضاف أن الممرات ستفتح من الساعة 0800 إلى 1800 بتوقيت موسكو يوميا.
كذلك أوضح أن خلال هذه الفترة ستوقف القوات الروسية أي أنشطة عسكرية وتسحب الوحدات إلى مسافة بعيدة بشكل آمن.
وأتت هذه التطورات بعد إعلان أكد رئيس الهيئة البرلمانية للحزب الحاكم في أوكرانيا دافيد أراخاميا، الأربعاء، أن القوات الروسية دخلت أراض في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول.
وأكد أراخاميا أن محاولات الاقتحام الروسية لا تزال مستمرة لليوم الثاني، مؤكداً أن القوات الروسية باتت موجودة بالفعل في أراضي آزوفستال، وذلك في حديث نقلته عنه محطة راديو “أوروبا الحرة”.
كما أضاف أن الاتصال لا يزال مستمراً بين السلطات الأوكرانية والمقاتلين في المصنع، مشيرا إلى أنه لم ينقطع حتى مساء الأربعاء.
وجاءت هذه التصريحات بينما تشهد منطقة المصنع معارك عنيفة، حيث تشارك المدفعية الثقيلة والدبابات والطيران بالعملية، وفق الرواية الأوكرانية.
إلا أن الكرملين كذّب الأربعاء الرواية الأوكرانية، نافياً شنّ القوات الروسية هجوما على المجمع الصناعي في ماريوبول، ومؤكدا أنها لا تنوي اقتحامه.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين، إن موسكو أعطت الأمر علناً في 21 أبريل/نيسان الفائت، صادراً من القائد الأعلى الرئيس فلاديمير بوتين بإلغاء أي عملية اقتحام.
وأكد أن القوات الروسية تحاصر الموقع لكنها لا تتدخل إلا لمنع أي إطلاق نار مباغت من المقاتلين الأوكران هناك.
يذكر أن مصنع آزوفستال الضخم كانت تحول إلى آخر القلاع “المقاومة” في المدينة، حيث تحصن فيه آلاف المقاتلين والمدنيين على السواء، بحسب كما أعلنت السلطات الأوكرانية.
إلا أن الروس أعلنوا خلال الأيام الماضية، بعد إطباق حصارهم على المعمل الشهير، وقفاً لإطلاق النار، بهدف خروج المدنيين، والمقاتلين على السواء شرط استسلامهم.
ثم عاد الطرفان وتبادلا الاتهامات بخرق الهدنة، وعدم السماح بإجلاء المدنيين، قبل أن تثمر جهود الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى إخراج دفعة جديدة قبل أيام.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير الماضي، شكلت ماريوبول المطلة على بحر آزوف هدفا استراتيجيا لموسكو، كون السيطرة عليها ستفتح ممرا برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو لأراضيها عام 2014.