كشف خبير متخصص في مجال الطاقة، أن لدى الولايات المتحدة كنزٌ هائل من الوقود النظيف والرخيص، بل الوقود الذي يكاد يكون مجانياً، ويُمكن أن يسد حاجات البلاد لمدة تصل إلى 100 عام، لكن لم يتم استخدامه حتى الآن.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة “CNBC” الأميركية، واطلعت عليه “العربية نت”، فإن النفايات النووية التي لدى الولايات المتحدة يمكن أن تسد حاجات البلاد من الطاقة لمدة تصل إلى 100 عام، ولكنها غير مستخدمة ولا مستخرجة حتى الآن.
وبحسب جيس سي جيهين، مدير المختبر المساعد في مختبر أيداهو الوطني، وهو أحد أهم مختبرات أبحاث الطاقة الحكومية، فإن تقنية تحويل النفايات النووية إلى طاقة، المعروفة باسم “المفاعل النووي السريع”، موجودة منذ عقود، إلا أنها لا زالت غير مستخدمة، وفي حال تم استخدامها فان النفايات النووية يمكن أن تغطي حاجة الولايات المتحدة من الطاقة لمئة عام قادمة.
ويقول الخبير في مجال الطاقة إنه تم إثبات صلاحية هذه التقنية من خلال مصنع تجريبي لمختبر أبحاث تابع لحكومة الولايات المتحدة والذي كان يعمل من الستينيات حتى التسعينيات، لكنها لم تكن اقتصادية بما يكفي لتطويرها على نطاق واسع.
وتقوم العديد من شركات الابتكار النووي الخاصة بتطوير مفاعلات تجارية سريعة، لكن حتى مع ذلك، هناك مشكلات في سلسلة التوريد في الولايات المتحدة لإنتاج الوقود الذي يذهب إلى المفاعلات السريعة.
وتوجد طاقة كافية في النفايات النووية في الولايات المتحدة لتزويد الدولة بأكملها بالطاقة لمدة 100 عام.
ويمكن أن يساعد ذلك في حل المشكلة الشائكة والمشحونة سياسياً المتمثلة في إدارة النفايات النووية المستهلكة، بحسب ما يقول تقرير الشبكة الأميركية.
ويقول التقرير إنه “لأسباب سياسية واقتصادية، لم يتم تطوير التكنولوجيا على نطاق تجاري، أما اليوم، فهناك إلحاح متزايد لمعالجة تغير المناخ من خلال إزالة الكربون من شبكات الطاقة، حيث أصبحت الطاقة النووية جزءاً من روح الطاقة النظيفة. ونتيجة لذلك، بدأت المفاعلات النووية السريعة تحظى مرة أخرى بنظرة جادة”.
وقال خبير الطاقة النووية في سيغرا كابيتال مانجمنت وفيريتن، بريت رامبال: “يبدو الأمر وكأنه حقيقي -أو أكثر واقعية- مما كان عليه في أي وقت مضى”.
وهناك 93 مفاعلاً نووياً تجارياً في 55 موقع تشغيل في الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكر المتحدث باسم هيئة التنظيم النووي، سكوت بورنيل.
وقال بورنيل: “إن 26 في مرحلة ما من عملية وقف التشغيل”، مشيرا إلى أن جميع المفاعلات النووية التي تعمل في الولايات المتحدة هي مفاعلات تعمل بالماء الخفيف.
وفي مفاعل الماء الخفيف، يعمل وقود اليورانيوم 235 على التفاعل الانشطاري، حيث تنقسم نواة الذرة إلى نوى أصغر وتطلق الطاقة. تعمل الطاقة على تسخين المياه، مما يؤدي إلى تكوين بخار يستخدم لتشغيل المولد وإنتاج الكهرباء.
وينتج عن تفاعل الانشطار النووي نفايات، وهي مشعة ويجب صيانتها بعناية.
وقال جيهين إن هناك حوالي 80 ألف طن متري من الوقود المستخدم من المفاعلات النووية التي تعمل بالماء الخفيف في الولايات المتحدة، وينتج الأسطول النووي الحالي ما يقرب من 2000 طن إضافي من الوقود المستخدم كل عام.
لكن بعد تشغيل مفاعل الماء الخفيف الذي يعمل باليورانيوم 235 لا يزال هناك قدر هائل من الطاقة الكامنة المتوفرة في ما تبقى.
وأضاف جيهين: “في الأساس، في مفاعلات الماء الخفيف، من اليورانيوم الذي نحفره من الأرض، نستخدم نصف في المائة من الطاقة الموجودة في اليورانيوم المستخرج من الأرض”.
وتابع: “يمكنك الحصول على جزء كبير من تلك الطاقة إذا كنت ستعيد تدوير الوقود من خلال مفاعلات سريعة”.
ويقول تقرير “سي أن بي سي” إن روسيا هي الدولة الوحيدة حالياً المنتجة للكهرباء بتقنية “المفاعل السريع”، أما الهند والصين فلديهما خطط لبناء مفاعلات تجارية سريعة في المستقبل.
وفي عام 2019 أعلنت وزارة الطاقة الأميركية أنها بصدد بناء مفاعلها التجريبي السريع، لكن لم يتم تمويله في فاتورة التمويل الشاملة للعام المالي 2022.