بعدما أعلنت أوكرانيا عن توقعات بإجلاء المحاصرين داخل آزوفستال الصناعي، وهو آخر جيب تتحصن فيه المقاومة الأوكرانية المنظمة في ماريوبول، والذي دمر جزءا كبيرا منه إثر القصف الروسي، خلال ساعات قادمة، أكد الكرملين أنه لا يرى موضوعا للمناقشة في ما يخص دعوات التفاوض هذه.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على أن كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحاً، في إشارة منه إلى أنه بإمكان المدنيين المغادرة بأي اتجاه مقابل إلقاء سلاح العسكريين وخروجهم وهو ما لم تعلن عنه كييف حتى الآن.
وأضاف المسؤول الروسي أنه في هذا الحال سيبقى العسكريون الأوكرانيون على قيد الحياة فسيتم تقديم المساعدة الطبية لجميع الجرحى والمرضى.
جاء كلام بيسكوف تعليقا على إعلان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كييف، حول استعداد الجانب الأوكراني للتفاوض بشأن عملية الإجلاء لمن يتبقون داخل مصنع آزوفستال.
وأعلن مكتب زيلينسكي عن عملية إجلاء خلال ساعات قادمة من اليوم.
وقد أتى هذا الإعلان بينما يشكك الجانب الروسي بوجود مدنيين داخل المصنع، معتقداً أن كل من يتحصن بداخله هم من القوات الأوكرانية وقد يخرجون بهيئة مدنيين للحصول على الفرار الآمن بعد أن تمت السيطرة على 95% من مدينة ماريوبول، وفق الرواية الروسية.
يشار إلى أن مجمع آزوفستال الصناعي، الذي دمر جزء كبير منه إثر القصف الروسي، يعد آخر جيب تتحصن فيه المقاومة الأوكرانية المنظمة في ماريوبول.
وكانت روسيا قد أعلنت قبل أيام وقفاً لإطلاق النار من أجل السماح بخروج المدنيين إلى أي جهة يريدون. كما أكدت أنها ستسمح أيضاً بخروج الجنود والمقاتلين ومن تصفهم بالمرتزقة، شرط أن يرموا سلاحهم، ويعلنوا استسلامهم.
إلا أن السلطات الأوكرانية عادت ونفت حصول أي وقف لإطلاق النار، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات والاتهامات.
يذكر أن مدينة ماريوبول المطلة على بحر آزوف، شكلت منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على أراضي الجارة الغربية، هدفاً استراتيجياً لموسكو، كون السيطرة عليها ستفتح ممراً برياً لتنقل القوات الروسية بين الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو لأراضيها عام 2014.