بدأت مساعي وجهود وساطة في ليبيا، لأجل الحدّ من التوتر والانقسام السياسي في البلاد ووقف أي صدام محتمل على السلطة بين رئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا و رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة.
وقالت مصادر ليبية لـ”العربية.نت”، إن مجموعة من أعيان وقيادات مدينة مصراتة، توصلت إلى تسوية بين باشاغا والدبيبة، من أجل تسليم واستلام السلطة بشكل سلمي.
وتحدثت مصادر أخرى عن لقاء ثلاثي مرتقب سيجمع بين رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وعبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا، ويعقد الأسبوع المقبل في أنقرة، بهدف الخروج من المأزق السياسي، حتّى لا تنجرّ البلاد إلى الحرب.
وبدورها تتحرك المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز على خط الأزمة، حيث التقت مختلف الأطراف السياسية، في محاولة لتقريب وجهات النظر، ودعت إلى ضرورة التوافق من أجل الحفاظ على الهدوء القائم في البلاد.
وتلتقي كل هذه التحركات والوساطات على هدف واحد، وهو خفض التوتر الحالي بين التيار المؤيد للدبيبة والآخر الداعم لباشاغا والبرلمان، وتهدئة الأجواء بين كل الأطراف السياسية خاصة بين المتنافسين على رئاسة الحكومة، وكذلك لتجنب انقسام مؤسساتي جديد وسيناريو حكومة برأسين.
وتثير الحالة السياسية الحالية المتأزمة في ليبيا، هواجس ومخاوف من انزلاق الأوضاع في البلاد ثانية واندلاع صراع مسلح، خاصة بعد انتشار مليشيات مسلحة متنافسة في العاصمة طرابلس.
وطفا الخلاف بين الرجلين، منذ قرار البرلمان تكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة تتولى الإعداد لانتخابات جديدة وتوحيد مؤسسات الدولة، في خطوة رفضها الدبيبة، الذي أكدّ أنّه لن يسلّم السلطة إلاّ لحكومة منتخبة، وهو ما زاد في تعقيد المشهد السياسي في البلاد المحتقن بطبعه، منذ فشل إجراء الانتخابات في شهر ديسمبر الماضي.