ستسعى الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات من أجل زيادة الضغط على حكومة طالبان الأفغانية للتراجع عن بعض قراراتها الأخيرة التي تقيد حقوق النساء والفتيات ما لم تظهر الجماعة المتشددة أي علامة على إلغاء الخطوات من تلقاء نفسها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في إفادة صحفية يوم الاثنين “تناولنا الأمر بشكل مباشر مع طالبان. لدينا عدد من الأدوات التي، إذا شعرنا أنها لن تلغي المرسوم، لن تتراجع عنه، سنكون على استعداد للمضي قدما بها”.
ولم يوضح برايس الخطوات المحتملة كما لم يشر إلى الطريقة التي يمكن بها للحركة أن تعدل عن خطواتها، وهي التي نفذت بالفعل سياسات تحد من مكاسب 20 عاما تحققت في مجال حقوق الفتيات والنساء.
بعد أن عمدت طالبان منذ توليها الحكم في أغسطس 2021 حتى الآن إلى إجبار النساء على ارتداء الحجاب الذي يغطي الرأس فقط، على أن يترك الوجه ظاهراً، رغم أنها كانت توصي بشدة بارتداء البرقع الذي سبق أن فرضته خلال فترة حكمها الأولى، عادت وكشفت السبت عن وجهها الذي لم تغيره يوماً على ما يبدو، معيدة تاريخها القديم.
فقد فرضت الحركة المتشددة ثانية على الأفغانيات ارتداء البرقع الأزرق في الأماكن العامة، منزلة عقوبات على أرباب العائلات الذين لا يجبرون نساءهم على ذلك، في عودة إلى سياسة مميزة لحكمها المتشدد السابق وتصعيد للقيود التي تثير الغضب في الداخل والخارج.
وجعل المجتمع الدولي تعليم الفتيات مطلبا رئيسيا لأي اعتراف مستقبلي بحكم طالبان التي استولت على البلاد في أغسطس آب عقب انسحاب القوات الأجنبية.
إلا أن الحركة على الرغم من ذلك، فرضت قيودا على عمل الفتيات والنساء وسفرهن ما لم يكن برفقة محرم من الذكور، كما منعت معظم الفتيات من الذهاب إلى المدراس بعد الصف السابع.
وقال برايس “تشاورنا عن قرب مع حلفائنا وشركائنا”. وأضاف “هناك خطوات سنواصل اتخاذها لزيادة الضغط على طالبان لتتراجع عن بعض هذه القرارات وتفي بالوعود التي قطعتها”.
وقطعت الولايات المتحدة ودول أخرى مساعدات التنمية وفرضت عقوبات على النظام المصرفي في أفغانستان منذ تولي طالبان زمام
الأمور في أغسطس آب، حين أنهت الولايات المتحدة حربها التي استمرت 20 عاما في البلاد.
وتضع معظم النساء في أفغانستان غطاء على رؤوسهن لأسباب دينية، لكن كثيرات في المناطق الحضرية، لا سيما العاصمة كابول، لا يغطين
وجوههن.
وأطل هذا البرقع الأزرق الذي صار رمزا عالميا لنظام طالبان، حين حكمت الحركة أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001، إذ فرضت ارتداءه في جميع أنحاء البلاد بموجب القانون، خلال فترة التسعينيات.
وعمد موظفو طالبان بين 1996 و2001 إلى جلد كل امرأة يجدونها لا ترتدي البرقع.
كما حرمت الحركة المتشددة النساء من كافة حقوقهن الأساسية، وكانت حياتهن عبارة عن محظورات مستمرة، إذ لم يُسمح لهن بارتداء ملابس زاهية، أو التبرج، أو حتى تلقي التعليم. كذلك منعن من الذهاب ليس فقط إلى العمل أو المدرسة أو الجامعة، وإنما إلى البازار للتسوق.