بعد تعثر المفاوضات بين موسكو وكييف، اتهم الكرملين، اليوم الأربعاء، أوكرانيا بـ”الافتقار التام إلى إرادة” التفاوض، مشيرا إلى أن كييف لا تريد الاستمرار في محادثات السلام لوضع حد للصراع الجاري على الأراضي الأوكرانية منذ بدء العملية الروسية في 24 شباط/فبراير.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن “المحادثات لا تتقدّم ونلاحظ غياباً تامًا للإرادة من جانب المفاوضين الأوكرانيين لمواصلة هذه العملية”، بحسب ما نقلت فرانس برس.
وكان مسؤولون أوكرانيون وروس أكدوا خلال الساعات الماضية، أن محادثات السلام تعثرت مع تبادل الطرفين الاتهامات، في حين لمحت موسكو إلى صعوبة العودة إلى طاولة التفاوض بين الجانبين.
كما اتهمت أوكرانيا بالتشدد في موقفها بينما اتهمت الغرب بتقوية شوكة حكومة كييف، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء، إن واشنطن ولندن وبروكسل تستغل أوكرانيا لتحقيق منافع استراتيجية.
وأضاف أنه لا يعتقد أن من الممكن التوصل لاتفاق سلام إذا حاول المفاوضون “تحويل دفة الحوار للتركيز على ما يريد الغرب قوله بدلاً من مناقشة الوضع الراهن في أوكرانيا”. وتابع مشدداً على أن هذا التصرف يمكن أن يقوض فرص إحراز أي تقدم في المحادثات.
بدوره، أكد أندريه رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي أمس، أن بلاده “لا تُجري مفاوضات، لأن أوكرانيا انسحبت عمليا من عملية التفاوض”.
في المقابل، حمل ميخائيلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، موسكو مسؤولية تعثر التفاوض.
وقال إن المحادثات توقفت لأن روسيا ترفض قبول أنها لن تحقق أي أهداف، وأن الحرب لم تعد دائرة وفقا لقواعد الكرملين، بحسب ما نقلت رويترز.
يشار إلى أن الاجتماع الأخير بين رئيسي الوفدين، فلاديمير ميدينسكي من الجانب الروسي وديفيد أراخاميا عن أوكرانيا، يعود إلى 22 نيسان/أبريل، بحسب ما أكدت وكالات روسية.
ومنذ انطلاق العملية الروسية على أراضي الجارة الغربية، عقدت كل من روسيا وأوكرانيا جولات متعددة من المحادثات المتفرقة سواء بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، إلا أنها لم تتوصل إلى تفاهمات تفضي إلى هدنة دائمة وأسس للحل بين البلدين.
لكن الأسابيع الأخيرة الماضية لم تشهد أي تواصل يذكر بين الجانبين على الرغم من أن بعض التصريحات الروسية لفتت إلى أن المحادثات عبر الإنترنت لم تتوقف.
وفيما تصر موسكو على نزع سلاح كييف وحماية الناطقين باللغة الروسية في الشرق الأوكراني، فضلاً عن منعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، تتمسك أوكرانيا باستقلالها وحماية أراضيها، مطالبة بضمانات أمنية دولية، تمنع وقوع أي هجوم روسي في المستقبل.