أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أن بلاده “لا نية لديها على الإطلاق” في بناء قاعدة عسكرية في جزر سليمان بعد تكهنات سرت حول هدف اتفاق أمني أبرم في الآونة الأخيرة مع هونيارا.
كما سعى الوزير الصيني إلى تبديد القلق الدولي بشأن الاتفاق الأمني الذي أبرمته الصين الشهر الماضي مع جزر سليمان، لا سيما من جانب الولايات المتحدة وأستراليا اللتين تتخوفان من أن يتيح إقامة وجود عسكري صيني في الأرخبيل، قائلا إن الاتفاق “لا لبس فيه وصريح وصادق”.
جاء ذلك، بالتزامن مع بدء وانغ الخميس في هونيارا، عاصمة جزر سليمان، جولة في عدة دول بالمحيط الهادئ والتي ستشمل مبادرة تهدف إلى توسيع التعاون الأمني والتبادل الحرّ في المنطقة.
وقال وانغ في مؤتمر صحافي بعد لقائه نظيره من جزر سليمان جيريمايا مانيلي إن هذا الاتفاق “لا يُفرض على أحد، لا يستهدف أي طرف آخر، ولا نية على الإطلاق في بناء قاعدة عسكرية”.
كما طالب الوزير الصيني بعدم “التدخل” أو “عرقلة”، “التعاون بين الصين وجزر المحيط الهادئ”.
وقال إن من شأن الاتفاق الأمني أن يساعد حكومة جزر سليمان في الحفاظ على الاستقرار والأمن على المدى الطويل “في ضوء حاجات جزر سليمان ومطالبها”.
وتنص الاتفاقية، وفق مسودة سربت على الإنترنت الشهر الماضي، على إجراءات تسمح بانتشار أمني وعسكري صيني في الجزيرة التي تشهد اضطرابات والواقعة في جنوب المحيط الهادئ، بحسب موقع “أكسيوس”.
كذلك، تضمنت مقترحاً بأن “يمكن للصين، وفقا لحاجاتها وبموافقة جزر سليمان، إجراء زيارات للسفن والقيام بعمليات تموين لوجستية والتوقف والعبور في جزر سليمان”.
ويمكن أيضاً وفق المسودة، لجزر سليمان أن تطلب من قوات الأمن الصينية إرساء “النظام الاجتماعي”.
كما سيكون لبكين أيضا سلطة “حماية سلامة الموظفين الصينيين والمشاريع الكبرى” بمجرد وصولهم إلى الجزر.
يذكر أن الجزر أعلنت في مارس أن “مسؤولين من جزر سليمان وجمهورية الصين الشعبية وقعوا بالأحرف الأولى على بنود إطار تعاون أمني ثنائي بين البلدين”.
يشار إلى أن القلق الأميركي تصاعد منذ تحويل الجزر ولاءها من تايوان إلى الصين عام 2019، لتزيد التباعد مع تسريب مسودة الاتفاقية الأمنية التي تمنح بكين موطئ قدم لبكين في المحيط الهادئ قريبا من أستراليا ونيوزلندا.
وتشكل جزر سليمان وهي أرخبيل في جنوب المحيط الهادئ يقل عدد سكانها عن 700 ألف نسمة بالإضافة إلى جزر فيجي وفانواتا وبابا غينيا الجديدة، مناطق استراتيجية مهمة في المحيطين الهادئ والهندي، تتسابق عليها كل من أميركا والصين للتوسع والتمدد فيها، لكن لحد الآن تدور هذه الجزر في فلك المحور الأميركي الأسترالي.