ينشغل علماء الفضاء في الولايات المتحدة في وضع خطة مناسبة من أجل التصدي لخطر جديد يواجه كوكب الأرض، ويتمثل في التزايد المطرد للأقمار الصناعية في الفضاء، وهي قطع قريبة من الكرة الأرضية ويمكن أن يؤدي تزايد أعدادها إلى كارثة مستقبلية تهدد الكوكب.
وأطلق علماء متخصصون في علم الفضاء تحذيراً شديداً من هذا الخطر، وكشفوا عن العمل على خطة لحماية البشرية من هذه الأقمار التي يمكن أن تُحدث كوارث مستقبلية على الكرة الأرضية.
وبحسب تقرير نشرته جريدة “ديلي ميل” البريطانية، واطلعت عليه “العربية نت” فقد حذرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة (NOAA) من أنه خلال العقد المقبل من المتوقع أن يتضاعف عدد الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض إلى أكثر من 57 ألف قمر صناعي، مما يمثل خطر اصطدام خطير.
ويقول التحذير إنه “في حين أن الفضاء حول الأرض شاسع يزداد خطر اصطدام جسمين، وإذا حدث ذلك فإنه يخلق مئات الأجسام الأصغر، والتي عند السفر بسرعة آلاف الأميال في الساعة لا تزال تشكل تهديداً كبيراً”.
ولمواجهة هذا التهديد المحتمل تقوم الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) بتطوير نظام إنذار مبكر، يتتبع جميع الأقمار الصناعية في المدار، بالإضافة إلى الأجسام الصغيرة الأخرى وقطع الحطام باستخدام شبكة من أجهزة الاستشعار الأرضية.
ونظام الإنذار المبكر هو نموذج أولي حالياً، مصمم لتنبيه مشغلي الأقمار الصناعية عندما يكون من المحتمل أن تصطدم مركبة فضائية بجسم آخر، ولكن يجب أن تكون جاهزة للعمل بحلول عام 2025، بحسب ما أوردت “ديلي ميل”.
ويُعرف النظام باسم مستودع بيانات العمارة المفتوحة (OADR)، وهو عبارة عن قاعدة بيانات سحابية تراقب جميع الكائنات وتحذر من وجود خطر، على غرار التحذيرات الصادرة إذا كان شخص ما داخل مسار عاصفة قادمة.
ووفقاً للإدارة الوطنية فالنموذج الأولي يجمع بيانات عن ظروف الفضاء من مجموعة من عمليات المسح المأخوذة من أجهزة استشعار الأرض – التي تغطي معظم الكوكب.
وتقول الادارة إنه مرتبط بمحطات أرضية تابعة للحكومة الأميركية، فضلاً عن شبكة من المحطات التجارية. بالإضافة إلى تتبع الأقمار الصناعية ، وتوفير القياس المباشر عن بعد لتحركاتهم ، يمكن أن يوفر تحديثات مفصلة عن أحدث حالة الطقس في الفضاء.
وتقول إن النظام يمكن أن يشمل ذلك قوة العواصف المغناطيسية الأرضية، مثل تلك التي دمرت 40 قمراً صناعياً من سبيس إكس ستارلينك كانت في طريقها إلى المدار.
وقال سكوت ليونارد، المستشار الخاص لمدير مكتب التجارة الفضائية التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: “يعرض إشعار الإعصار مخروطاً احتمالياً يتغير باستمرار مع الحصول على بيانات جديدة”، مضيفاً أن “الاقتران مشابه”.
ومن غير المرجح أن يبدأ تشغيل النظام بالكامل حتى عام 2025، حيث يقول الفريق إنه لا تزال هناك مكامن الخلل مع التجميع الآلي للبيانات وعملية التنبؤ.
وبحسب تقرير “ديلي ميل” فان الاتحاد الأوروبي أيضاً على نظام جديد لإدارة حركة المرور في الفضاء، والذي سيعمل أيضاً جنباً إلى جنب مع أنظمة الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون: “نعتزم اقتراح نهج أوروبي لإدارة حركة المرور في الفضاء ، يغطي الاحتياجات التشغيلية والتنظيمية ، ولكن أيضًا لتمكيننا من مواصلة التعاون الدولي”.
وقال رولف دينسينج، مدير العمليات بوكالة الفضاء الأوروبية: “نحن ممتنون جدًا لأننا تلقينا تحذيرات من الاصطدام من شركائنا في الولايات المتحدة، ولكن سيكون الأمر أجمل كثيراً إذا لم نضطر إلى الاعتماد على الآخرين”.