تضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا على مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإدانة إيران لفشلها في حل المسائل القائمة منذ فترة طويلة حول آثار اليورانيوم غير المشروعة في مواقع غير معلنة، وفقًا لمشروع قرار.

وإذا تمت الموافقة على القرار، فستكون هذه هي المرة الثانية فقط التي يتم فيها إدانة الجمهورية الإسلامية منذ ما قبل توقيع الاتفاق النووي لعام 2015.

لكن متى دان الغرب إيران؟

كانت آخر مرة تمت فيها إدانة نظام إيران في حزيران (يونيو) 2020 ودفعت طهران إلى تقديم بعض التنازلات للمفتشين النوويين في أقل من شهرين.

وفي الماضي، قللت الجمهورية الإسلامية من وصول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشنت هجمات على الشحن الدولي لمحاولة الضغط على الغرب أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتجاهل الانتهاكات والتستر النووي المتعلق بأبعادها العسكرية السابقة لبرنامجها النووي. كما هدد النظام بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بالكامل، وهو ما سيكون شكلاً أكثر تطرفاً من أشكال الانتقام.

وعلى الرغم من المخاوف من أن إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تضر بالمحادثات النووية، فقد تم تجميد تلك المفاوضات منذ مارس ولم تحقق تقدمًا كبيرًا بشكل عام منذ تولي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السلطة في صيف 2021.

رواية إيران

وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن إيران سترد على أي “عمل غير بناء” يتخذ في اجتماع مجلس الإدارة الأسبوع المقبل. وكانت القوى الغربية قد أرجأت تقديم مشروع قرار في العديد من الاجتماعات الفصلية السابقة لمجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة بشأن هذه القضية لتجنب عرقلة المحادثات، لكن صبر الغرب ربما بلغ حدوده.

لا توجد إجابات موثوقة

ووصلت القضية الآن إلى ذروتها منذ أن أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الدول الأعضاء هذا الأسبوع أن إيران لم تعطها إجابات موثوقة على أجزاء من اليورانيوم الذي عثر عليها في ثلاثة مواقع قديمة وغير معلنة على الرغم من أن الجانبين اتفقا في مارس على إحياء المناقشات.

ودعا مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران إلى التصرف بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية والاستجابة على الفور لعرض مدير عام (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بمزيد من المشاركة لتوضيح وحل جميع قضايا الضمانات المعلقة”، وتم إرسال مسودة النص إلى أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولم يذكر النص، المؤرخ الثلاثاء، الدول التي صاغته.

وقال دبلوماسيان إن من صاغه الولايات المتحدة وما يسمى بمجموعة E3 وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا. ولم يتم تقديم المسودة بشكل رسمي للاجتماع الذي سيبدأ يوم الاثنين المقبل. ويمكن لأعضاء المجلس اعتمادها دون معارضة، أو طرحها للتصويت، لكن من المرجح أن يتم تعديل المسودة قبل تقديمها.

عودة العقوبات الدولية

وحتى الآن، لم يرد ذكر إحالة الانتهاكات النووية الإيرانية إلى مجلس الأمن الدولي وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى العودة إلى العقوبات العالمية الكاملة ضد طهران. لكن مثل هذا التهديد قد يقترب وقد يؤدي بإيران إلى عقد صفقة مع الغرب أخيرًا.

وبعد إدانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة، تعرضت الجمهورية الإسلامية لسلسلة من التفجيرات في منشآت نووية ومنشآت أخرى، عزاها الكثيرون إلى شعور الموساد بأن تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسمح لها برفع درجة حرارة المواجهة مع النظام الإيراني.