بعد مضي نحو ثلاثة أسابيع على مقتل أحد مهندسي منشأة بارتشين الإيرانية إحسان قد بيجي، اعترفت طهران بأن القتيل لقي مصرعه نتيجة لعملية “تخريبية” تعرضت لها المنشأة في 25 مايو الماضي، ما يشير إلى أن الهدف كان المنشأة نفسها وليس المهندس القتيل.
فقد قال قائد “جامعة الإمام الحسين” العسكرية التابعة للحرس الثوري حسني أهنكر، “إن خطوط إنتاجنا كانت قد تعرضت للتخريب الصناعي”، مضيفا أن قتيل وزارة الدفاع نفسه لم يتم استهدافه بل أصيب نتيجة لتخريب صناعي.
والشهر الماضي، أفادت صحيفة نيويورك تايمز أن طائرات مسيرة استهدفت موقع بارشين العسكري الإيراني، حيث تطور طهران تكنولوجيا الصواريخ النووية والطائرات المسيرة وفقًا لثلاثة إيرانيين على علم بالهجوم ومسؤول أميركي.
وضربت طائرات “درون”، موقع المجمع شديد الحساسية، على بعد 37 ميلا جنوب شرقي العاصمة، بحسب المصادر الإيرانية، التي لم يسمح لها بالحديث علنا.
كما أوضحوا أن الطائرات المسيرة انفجرت في مبنى تستخدمه وزارة الدفاع الإيرانية، مما أسفر عن مقتل مهندس شاب كان يعمل في الوزارة وإصابة شخص آخر.
إلى ذلك، رفض مسؤولون إسرائيليون التعليق لكن مسؤولا أميركيا أكد أن طائرات مسيرة هاجمت بارشين، لكنه لم يذكر الجهة التي تقف وراءها ولم يقدم أي تفاصيل أخرى.
فيما قالت مصادر إيرانية مطلعة على الهجوم إن هجوم الطائرات المسيرة، انطلق من داخل إيران، تحديدا على مقربة من منشأة بارشين حيث الطائرات المستخدمة لديها مدى طيران قصير، مشيرين إلى أن المجمع العسكري بعيد من حدود إيران.
هذا ويعتبر استهداف منشأة أبحاث الطائرات بدون طيار في بارشين نمطا من محاولة إسرائيل مواجهة قدرات إيران المتنامية للطائرات بدون طيار.
وفي أوائل فبراير، هاجمت إسرائيل بست طائرات بدون طيار تحتوي على متفجرات منشأة بالقرب من مدينة كرمانشاه التي كانت المصنع الرئيسي لتصنيع وتخزين الطائرات العسكرية بدون طيار في إيران، وفقًا لمسؤول استخباراتي كبير مطلع على العملية. ودمر ذلك الهجوم الإسرائيلي عشرات الطائرات بدون طيار الإيرانية.
في المقابل، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية على مجمع سكني في شمال العراق قالت إن عملاء إسرائيليين استخدموه للتخطيط لهجمات ضد إيران.