لم تهدأ بعد التساؤلات التي أطلقتها إقالة حسين طائب، رئيس المخابرات في الحرس الثوري الإيراني قبل يومين.
فقد رسم عزل الرجل الذائع الصيت، وهو شقيق مهدي طائب رئيس مقر عمّار الاستخباراتي، وأحد كبار المسؤولين وأكثرهم نفوذاً وقرباً من المرشد الإيراني، علي خامنئي، الكثير من السيناريوهات.
إلا أن تلميحاً غير مباشر من الحرس الثوري أثبت كافة الشكوك التي دارت حول إخفاقه في صد الهجمات والاغتيالات التي طالت خلال الأسابيع الماضية عدة ضباط ومنخرطين بالعمل في مواقع نووية حساسة.
إذ ذكرت وكالتا تسنيم وفارس التابعتان للحرس أن الغرض من تغيير رئيس جهاز الاستخبارات هو زيادة الإجراءات ضد إسرائيل، بحسب ما أفادت شبكة إيران إنترناشيونال، اليوم السبت.
كما اعتبرتا أن تلك الخطوة تهدف إلى إعادة التنظيم، لافتتين في الوقت عينه إلى أن طائب، سيكون مستشارًا للقائد العام للحرس الثوري.
بدوره، رأى نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، محمد جواد جمالي نوبندكاني، تعليقاً على عزل طائب، أن “سلوك العدو كان ينذر بالخطر، والمسؤولون المعنيون قرروا هذا التغيير”، في إشارة أخرى إلى إخفاق الرجل، وأن الوقت حان لتغيير طريقة إدارة الأمن الاستخباراتي في البلاد، الذي بات مخترقاً، بحسب ما أثبتت الأحداث الأخيرة.
كما أتى الكشف عن خلية إيرانية في تركيا تسعى لاسهداف إسرائيليين، على الرغم من نكران طهران، ليزيد الطين بلة.
يشار إلى أن إقالة طائب أتت بعد سلسلة من الاغتيالات المريبة، طالت ضباطاً وعلماء نوويين عسكريين، بالإضافة إلى هجمات غامضة طالت مواقع ومنشآت نووية أيضاً خلال الأسابيع والأشهر الماضية في إيران.
ولعل الأكثر ملاحظة في تلك الهجمات أنها استهدفت “ضباطاً يعملون على برامج الصواريخ والمسيرات: التي بدأت منذ فترة السلطات الإيرانية توليها أهمية قصوى.
كما كان أبرزها اغتيال العقيد حسن صياد خدائي، بطلقات نارية قرب منزله شرق طهران، في 22 مايو الماضي، تلاه مقتل ضباط يعملون في المجال النووي والصواريخ أيضاً والمسيرات بظروف غريبة إثر نقلهم إلى المستشفى.
في حين اتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بالضلوع في تلك الأحداث، متوعدة بالثأر.