حملة انتقادات لاذعة فجرتها تصريحات الأمير البريطاني وليام حول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
فقد اعتبر وليام أن إراقة الدماء في أوكرانيا كانت غريبة على أوروبا ولا تشبه الصراعات التي تحدث في قارتي آسيا وإفريقيا، وذلك في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الوطنية للمملكة المتحدة على لسان وليام خلال زيارته وزوجته كيت ميدلتون متطوعين في المركز الثقافي الأوكراني في لندن.
واعتبر أنه بالنسبة لجيله، فإنه من الغريب جدا رؤية هذا في أوروبا، في إشارة منه إلى ما يجري في أوكرانيا.
كما تابع قائلا: “نحن جميعا وراءكم، نريد أن نفعل المزيد للمساعدة، ونشعر بعدم الجدوى”.
إلا أن هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، حيث واجهت تلك المقارنة وابلا من الانتقادات عبر الإنترنت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، اتهم فيها الأمير بالعنصرية، وطالبه البعض باعتذار رسمي.
ولعل تلك الهجمة دفعت الصحافي ريتشارد بالمر، الذي نشر القصة الأصلية للمرة الأولى، لأن يتراجع في وقت لاحق عن أي إشارة إلى إفريقيا أو آسيا في حديث الأمير وليام، وأكد أن تصريحاته كانت “غير مسموعة”، وفقا لصحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية.
وأعلن بالمر أن دوق كامبريدج يتحدث عن الحرب في أوروبا، ولا يبدو أنه قارنها بالصراعات في إفريقيا وآسيا، مضيفا أنه في خضم هذه الفوضى كان التعليق الذي أدلى به غير مسموع، مما أدى إلى بدء عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي، معتذراً عن الإبلاغ عن ذلك عبر الإنترنت، وفق تعبيره.
يشار إلى أنه من المقرر أن يزور الأمير وليام وزوجته منطقة البحر الكاريبي للمرة الأولى في وقت لاحق من الشهر الجاري، وسيزوران دولا من بينها جامايكا وجزر الباهاما وبليز.
وكانت روسيا أطلقت في 24 فبراير الماضي عملية عسكرية وصفتها بالمحدودة على الأراضي الأوكرانية، بعد اتهامات عدة لكييف بالولاء للغرب والخضوع لواشنطن.
كما أتت تلك العملية بعد أشهر من التوتر بين البلدين الحدوديين، فاقمه سعي الأوكران الملح للانضمام إلى الناتو، فضلا عن الحصول على أسلحة نوعية، ما رفع من غضب الكرملين الذي اعتبر أن تلك المسألة خط أحمر بل تمهيد لـ”تهديد أمني” ولربما يتحول إلى نووي على الحدود الروسية، بحسب ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الأسبوع الحالي.
وقد استتبعت هذه الهجمات الروسية استنفارا أمنيا غير مسبوق مع الغرب، لاسيما دول الناتو، وأهمها بريطانيا.