لأرامكو السعودية تجارب رائدة وعريقة في دعم القطاع الرياضي وتطوير الألعاب المختلفة بالمملكة، ولها إسهامات في تأهيل كثير من المرافق والملاعب وتحفيز الرياضيين. ومن بين أحد أعرق تجاربها، بناء أول ملعب غولف في بلادنا في العام 1949م شمال الظهران، تنامى بعده انتشار الملاعب في مرافق الشركة في رأس تنورة وبقيق والعضيلية، ليؤهّلنا هذا الإرث اليوم، لأن نصبح روّادًا في إنشاء عدد من ملاعب الغولف في المملكة، ورعاةً أساسيين في تمكين هذه اللعبة ذات التفاصيل المفعمة بالشغف، والجماهير المولعة بالإثارة، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة في المملكة.
ترعى أرامكو السعودية في الوقت الراهن، واحدة من أفضل بطولات الغولف، وهي بطولة أرامكو السعودية النسائية الدولية والمقدمة من صندوق الاستثمارات العامة، وإحدى بطولات الجولة الأوروبية للسيدات التي انطلقت نسختها الثالثة من جدة في 17 مارس الجاري. ونفخر بأن نكون جزءًا من هذا، فمن خلال بطولتي أرامكو السعودية النسائية الدولية، وسلسلة فرق أرامكو السعودية نعمل على إحداث التغيير في مشهد لعبة السيدات بما يتماشى مع جهودنا لدعم تمكين المرأة في أرامكو السعودية.
إن هذه البطولة تمثّل نجاحًا للتنوّع في مجالات الرياضة وتسريع المسار الذي تتجه فيه المملكة لتحقيق الأهداف الوطنية المنشودة، كما أننا متفائلون بأن الاستضافة التي تمت للبطولة في مدينة جدة ستمثّل مصدر إلهامٍ لجيل المستقبل من النساء السعوديات لممارسة رياضة الغولف واحترافها.
قد يتساءل البعض عن توجه أرامكو السعودية إلى رياضة الغولف والمنافسات النسائية على وجه الخصوص. تكمن الإجابة في أمرين مهمين، أولهما أن لعبة الغولف إحدى الرياضات التي تحوي أهدافًا قيّمة ومهمة، منها التفاني، والتطوير المستمر، وتحفيز الأنشطة البدنية التي تتوافق مع جودة الحياة، فضلًا عن أنها رياضة تعبّر عن أحد سلوكيات النجاح الأساس لدى الشركة، والمتمثلة في التعاون وتمكين المرأة عبر التنوّع والشمول، بما يحقق أثر إيجابي مستدام ينعكس على المملكة وشعبها.
والأمر الثاني، مستمد من إرثنا الذي دأبنا على المحافظة عليه في مجال الاستدامة البيئية، والذي يمثّل ركنًا أساسًا ضمن إستراتيجيات الشركة، ورؤية المملكة الطموحة. فمن يعرف أرامكو السعودية يدرك سجلها الحافل من النجاحات في التصدّي لعدد من تحدّيات الاستدامة وحماية التنوّع الحيوي، وهي نجاحات نابعة من إيماننا بأهمية الاستفادة من أعمال البحث والتقنيات لاستعادة الغطاء النباتي في أنحاء الوطن وجميع مرافقها، وحماية التنوّع الحيوي، وتجديد النظام البيئي، وتطوير أساليب ترشيد استهلاك المياه عبر التوصل إلى حلول مبتكرة لتقليل الانبعاثات الكربونية عالميًا، وتوفير ما يلزم من معلومات وبيانات تعزّز الجهود التي نبذلها منذ فترة لاستعادة وحماية الموائل في عموم المملكة بحيث يتسنّى للأجيال القادمة الاستمتاع بها.
إننا لا ننظر للغولف باعتباره مجرّد رياضة، بل نعمل على أن تكون مفعمة بقيمنا ومتوائمة مع جوهر أعمالنا. إذ وجدنا في رعاية بطولات الغولف فرصة سانحة لتبادل معرفتنا وخبراتنا الواسعة في مجال الهندسة البيئية، لتكون ملاعبنا من بين أكثر الملاعب استدامة، وهذا بدوره يعزز مواصلة جهود الشركة في هذا المجال، والتي نطمح أن تُسهم على المدى البعيد في ضمان تحقيق النمو والازدهار.
نحن متفائلون بأن غرس خبرتنا الهندسية العريقة في ملاعب الغولف ستثمر في إشعال حماس الشباب باعتبارهم أهم مواردنا لبناء مستقبل المملكة، وستعمل على تحقيق رؤية المملكة في تطوير قطاعات واعدة، مثل السياحة، وتنويع الاقتصاد، ومواصلة سعيها نحو جودة الحياة.