يعتقد كبير مسؤولي الاستثمار في الأسهم الأميركية الأساسية ومدير المحفظة في صندوق بلاك روك لأسهم التوزيعات، أن البداية الصعبة لعام 2022 لا تعني بالضرورة نهاية مأساوية لمحافظ المستثمرين في “وول ستريت” في نهاية العام.
ويرى توني ديسبيريتو، أن على المستثمرين إعادة توجيه محافظهم الاستثمارية تجاه أسهم القيمة، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
يشار إلى مصطلح أسهم القيمة، بالشركات التي لديها نتائج أعمال وإيرادات وأرباح واضحة، وتقوم بشكل دوري بتوزيع الأرباح على المستثمرين حملة الأسهم.
وتوقع ديسبيريتو، نهاية سنوات معدلات النمو البطيئة، والعوائد المنخفضة، والتضخم الأصم، والتي سيطرت على الأسواق منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وقال إن اختيار الأسهم الآن بات “أكثر أهمية” حيث تتعامل الشركات مع تكاليف الاقتراض المرتفعة والتضخم القياسي، الأمر الذي سيشكل تحدياً لهياكل التكلفة، وفي النهاية أسعار الأسهم.
وكتب ديسبيريتو في مذكرة للعملاء: “يجب على المستثمرين تحديد الشركات الأكثر تضرراً من ارتفاع التكاليف، والتي لديها القدرة على التسعير لتمرير تلك التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين والحفاظ على هوامش أرباحها، ومن ثم تحديد أياً من هذه الأسهم يعكس أو لا يعكس المتغيرات السابقة في أسعار الأسهم”.
وعادت الأسهم ذات القيمة، التي واجهت تحديات في بيئة منخفضة العائد، إلى الرواج هذا العام حيث تعرضت أسهم النمو لضغوط بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض، والتي تؤثر على القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية.
وأشارت دراسة “بلاك روك”، أكبر شركة إدارة أصول في العالم، إلى أنه تاريخياً، تفوقت أسهم القيمة من حيث العائد على أسهم النمو والسندات، خلال الفترات التي بدأ فيها الاحتياطي الفيدرالي في رفع معدلات الفائدة، مدفوعة بقوة من شركات الطاقة والقطاع المالي.
ونصح ديسبيريتو، المستثمرين بضرورة البحث عن الشركات التي تقدم “منتجات أو خدمات فريدة، أو مزايا دائمة متعلقة بالتكلفة، أو التي تعمل في هياكل صناعية موحدة ومنطقية”.
كما يرى أن الشركات التي تبيع المعدات والتكنولوجيا الموفرة للعمالة ستستفيد دائماً مع سعي الشركات إلى البحث عن بدائل لارتفاعات الأجور.
ووجدت الدراسة أنه منذ عام 1988، حقق مؤشر “S&P 500” متوسط عائد سنوي قدره 6% في السنوات التي انخفض فيها المؤشر بأكثر من 5% بين يناير وفبراير، وفقاً لبيانات “بلاك روك”.
وقال ديسبيريتو، إن الشركة ترى أن فرصة شراء على المدى القصير والطويل تتشكل في أعقاب التقلبات المرتفعة، بما في ذلك بعض أسهم النمو التي تعرضت لضغوط خفضت أسعارها بصورة حادة.