تصاعدت عمليات التحشيد العسكري في ليبيا بشكل واضح بين المليشيات المسلحة المتنافسة، في محيط العاصمة طرابلس وداخلها، وسط مخاوف من اندلاع قتال جديد، على وقع صراع سياسي تعيشه البلاد بين حكومتين متنافستين.
وشوهد مساء الخميس، تحرك لقوات وأرتال عسكرية كبيرة باتجاه طرابلس قادمة من مدينة مصراتة، يعتقد أنها موالية لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، كما استنفرت مليشيات العاصمة قواتها ونشرت تعزيزات عسكرية وحواجز على الشوارع والمداخل الرئيسية.
ويمّهد الانتشار والتحشيد العسكري الكبير حول وداخل العاصمة طرابلس، لجولة جديدة ومحتملة من الاشتباكات بين المليشيات المسلحة المتناحرة في الغرب الليبي، بعد مناوشات متكررة طيلة الأسابيع الماضية، آخرها قبل يومين، عندما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مليشيا “النواصي” وجهاز دعم الإستقرار”، وهما أكبر فصائل العاصمة طرابلس، أسفرت عن مقتل 8 أشخاص.
ويترقبّ الليبيون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، خاصة فيما يتعلق بموعد دخول حكومة فتحي باشاغا إلى العاصمة طرابلس، في ظلّ تمسك رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة بمنصبه ورفضه تسليم السلطة قبل إجراء انتخابات، وسط مخاوف من انزلاقها مرّة أخرى إلى القتال.
وفي هذا السياق، أكدت مقربّة من حكومة فتحي باشاغا لـ”العربية.نت”، دخولها في مفاوضات مع قيادات أمنية وأمراء مليشيات مسلّحة لتسهيل دخولها إلى العاصمة طرابلس، بطريقة سلمية، دون إحراز أيّ تقدم لصالحها في هذه المفاوضات، وهو ما سيعطلّ تسلمّها لمهامها في طرابلس لأسابيع أخرى.
ومنذ أسابيع، باشرت حكومة باشاغا مهامها من مقرات الحكومة في شرق وجنوب البلاد، لكن محاولاتها للدخول إلى العاصمة طرابلس فشلت، بعد اصطفاف أغلب المليشيات المسلّحة هناك، وراء عبد الحميد الدبيبة و رفضهم تغيير حكومته قبل إجراء انتخابات برلمانية.