على الرغم من تأكيد كييف سابقاً أنها تتفاوض مع موسكو من أجل السماح بإخراج المقاتلين المصابين بجروح خطيرة، والعالقين في مصنع آزوفستال بمدينة ماريوبول جنوب شرق أوكرانيا، التي دخلتها القوات الروسية منذ أسابيع وسيطرت عليها، جدد أقارب وداعمو هؤلاء المقاتلين الأوكرانيين دعوتهم لبذل جهود جديدة من أجل إنقاذهم.
فقد خرج متظاهرون، معظمهم من النساء، في مسيرة في وسط كييف، أمس الخميس، حاملين لافتات مرددين هتافات “أنقذوا المدافعين عن ماريوبول، أنقذوا آزوفستال”، و”المجد لأبطال ماريوبول”، و”أنقذوا جيش آزوفستال”، بحسب ما نقلت رويترز، اليوم الجمعة.
وقالت إحدى المتظاهرات وتدعى ماريا زيماريفا، التي لها قريب بين مقاتلي كتيبة آزوف، باكية “أريد أن يعود جميع المدافعين الموجودين هناك إلى منازلهم حتى يواصلوا حياتهم الطبيعية مع أطفالهم وأقاربهم”.
فيما أكدت تيتيانا بوجورلوفا أن المتحصنين في مصنع الصلب يموتون متأثرين بجروح يمكن علاجها عادة.
كما أضافت قائلة “لا يحاول أحد إنقاذهم، وليس بوسعنا سوى الاحتشاد في مثل هذه المظاهرات وتقديم مطالب إلى سلطاتنا”.
بدورها، أشارت ألينا نيسترينكو، وهي من سكان ماريوبول، خلال مشاركتها في المظاهرة بالعاصمة إلى أن “الظروف التي يعيشونها مروعة”. وأضافت “لا أجد كلمات لوصفها، لهذا السبب نحن هنا. نحن نتوسل ونناشد بكل الطرق الممكنة، ونطالب بإنقاذ أحبائنا”.
من جهتها، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك لقناة 1 + 1 التلفزيونية، أن السلطات “بدأت جولة جديدة من المفاوضات حول خارطة طريق لعملية إجلاء، على أن تبدأ بالمقاتلين المصابين بجروح خطيرة”.
كما أضافت أن العمل جار مع منظمتي الصليب الأحمر والأمم المتحدة اللتين ساعدتا في عمليات إجلاء سابقة من الصنع المترامي الأطراف في المدينة المطلة على بحر آزوف. وقالت “نريد وثيقة موقعة حول كيفية إتمام الإجلاء في آزوفستال”، مضيفة أن تركيا، التي عرضت استضافة محادثات بين رئيسي روسيا وأوكرانيا، تقوم أيضا بدور وسيط.
يشار إلى أن مصنع الصلب الذي يمثل آخر معقل للمدافعين في المدينة التي سيطرت عليها روسيا بالكامل تقريبا بعد حصار دام أكثر من شهرين، تعرض لقصف عنيف خلال الفترة الماضية.
إلا أن روسيا عادت وأعلنت وقفاً لإطلاق النار، ما سمح بإجلاء كافة النساء والأطفال والمدنيين من المعمل، برعاية أممية.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير الماضي شكلت مدينة ماريوبل هدفا استراتيجياً لموسكو، لاسيما أن السيطرة عليها تسمح بفتح ممر بري لقواتها بين إقليم دونباس في الشرق الأوكراني وشبه جزيرة القرم (جنوباً) التي ضمتها إلى أراضيها في 2014.