تدور معارك صباح اليوم الجمعة في أحد الأحياء الواقعة في شمال كييف، بينما يبدو أن القوات الروسية تشدد الخناق حول العاصمة الأوكرانية، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.
وأعلن الجيش الأوكراني أنه يقاتل وحدات من المدرّعات الروسية في مدينتَي ديمر وإيفانكيف الواقعتين على التوالي على بُعد 45 و80 كلم شمال كييف العاصمة.
يأتي ذلك فيما أفادت شبكة “سي إن إن” CNN الأميركية، نقلاً عن مصادر أميركية، بأن القوات الروسية باتت على بعد نحو 30 كلم من العاصمة الأوكرانية كييف، كما أفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن غارات روسية استهدفت مدرجاً في مطار كييف الدولي.
وأفادت مواقع صحافية بأن الجيش الأوكراني فجر جسرا لعرقلة تقدم الدبابات الروسية نحو كييف، ونقلت عن الجيش الأوكراني القول بأن اشتباكات تدور مع القوات الروسية المتقدمة نحو كييف، مشيرة إلى أن الدبابات الروسية تتقدم باتجاه العاصمة.
وقد أكدت بعض التقارير الإعلامية أن الدبابات الروسية المتجهة نحو كييف انطلقت من موقع تشرنوبل.
وحذر مستشار للحكومة الأوكرانية من أن اليوم الجمعة “سيكون أصعب يوم“، منذ بدأت العملية الروسية بالأراضي الأوكرانية.
وكشف مستشار الحكومة الأوكرانية، أنطون هيراشتشينكو، عن أن الخطة الروسية هي استخدام الدبابات لاقتحام كييف، مشيراً إلى أن المدافعين عن كييف مستعدون بصواريخ مضادة للدبابات قدمها حلفاء خارجيون.
يُذكر أنه فور انتهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تلاوة خطابه المطول الذي بثّته قنوات التلفزيون الروسية أمس الخميس، في الساعة السادسة صباحاً، وأعلن فيه شن عملية عسكرية في أوكرانيا، بدأت القطاعات العسكرية الروسية تحركاً شاملاً استهدف رزمة من الأهداف التي وُضعت مسبقاً ضمن الخطة العسكرية للهجوم.
بدا ذلك واضحاً من خلال الإعلانات المتتالية منذ ساعات الصباح عن وقوع انفجارات ضخمة في عدد من المدن الأوكرانية، وكان لافتاً أن الهجمات لم تقتصر على مناطق الشرق الأوكراني، بل امتدت لتشمل أهدافاً في كل الأراضي الأوكرانية بما في ذلك منشآت في كييف العاصمة وأخرى تقع قرب مدينة لفوف (لفيف) في أقصى الغرب، التي شهدت تدمير مطار بالقرب منها.
وبالتوازي مع توجيه الضربات الجوية التي استخدمت روسيا فيها قدرات الطيران وأنظمة صاروخية حديثة، بدأت منذ ساعات الصباح عملية توغل واسعة من عدة مناطق وبشكل متزامن.
إذ تحركت آليات مدرعة ودبابات من الشمال وعبرت الحدود البيلاروسية متوغلة عدة كيلومترات قرب الشريط الحدودي باتجاه الجنوب الشرقي، في مسعى كما يبدو لتطويق مدينة خاركوف التي شهدت توغلاً أيضاً من الأراضي الروسية قرب مدينة فورونيج.
وعلى الرغم من أن كييف تعد أقرب المدن الأوكرانية إلى الأراضي البيلاروسية (نحو 200 كيلومتر عن الحدود) لكن بدا أن توغل الآليات لا يستهدف كييف العاصمة، بل خاركوف التي تقطنها غالبية سكانية ناطقة بالروسية.
وفي وقت لاحق خلال ساعات النهار، وقعت مواجهات مباشرة في خاركوف، كما ترددت معطيات عن رفع العَلم الروسي فوق مبنى البرلمان المحلي في المدينة.
وقال محللون ومسؤولون في وزراة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إن اليوم الأول من غزو موسكو لأوكرانيا يشير إلى أن القوات الروسية تهدف إلى الاستيلاء على مدن رئيسية في طريقها إلى العاصمة كييف.
وقد بدأت القوات الروسية حملة عسكرية من ثلاث جبهات، باستخدام الضربات الجوية والصواريخ الباليستية والدبابات لتدمير أو الاستيلاء على مجموعة من الأهداف العسكرية، مع تحرك القوات والأسلحة الثقيلة من الشمال والجنوب والشرق.
ووصف مسؤولو الدفاع الأميركيون الهجوم بأنه “مبكر”، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” Washington Post.
ونقلت الصحيفة عن جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إن العملية العسكرية الضخمة “لافتة للنظر” فيما يتعلق بتعقيدها ومن حيث إنها جاءت بعد تخطيط وتدريبات واسعة النطاق تعود إلى سنوات ماضية.
ويصف تاونسند استخدام القوات الجوية والبحرية والبرية، المعروف في اللغة العسكرية باسم “الأسلحة المشتركة”، بـ”الخطوة الزلزالية” التي تتجاوز الغزو الروسي لجورجيا المجاورة عام 2008، حينما كافحت المكونات العسكرية المتنوعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نسبيا، لتكمل مهمتها.
وأضاف تاونسند: “أنت ترى جهدا منسقا من عدة محاور في أوكرانيا.. جيش روسي تقليدي مختص يسير بطريقة لم نشهدها من قبل”.
ويثير تقّدم القوات الروسية مخاوف من تصاعد الهجمات التي تستهدف العاصمة كييف ومنشآت استراتيجية وحكومية.
لكن يبقى السؤال الأهم.. وهو متى ستسقط العاصمة الأوكرانية كييف؟