أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الجمعة، أنّه “ما من داعٍ بتاتاً” لتغيير مبدأ “بلد واحد ونظامين” المطبّق في هونغ كونغ منذ ربع قرن، والذي يمنح المستعمرة البريطانية السابقة درجة ما من الحكم الذاتي.
وقال شي خلال حفل أقيم في هونغ كونغ بمناسبة مرور ربع قرن على استعادة بكين السيادة على المدينة من بريطانيا، إنّ هذا النموذج “هو نظام جيّد لدرجة أنّه ما من داعٍ بتاتاً لتغييره، ويجب الإبقاء عليه لفترة طويلة”.
وأضاف أنّ كلّ ما فعلته الصين منذ الأول من يوليو 1997 حين عادت المدينة إلى سيادتها كان “لما فيه خير هونغ يونغ”.
ومبدأ “دولة واحدة ونظامين” هو ثمرة اتفاق تمّ بين لندن وبكين أعادت بموجبه المملكة المتّحدة مستعمرتها إلى الصين التي وافقت بموجبه أن تتمتّع هونغ كونغ على مدى 50 عاماً، أي حتى 2047، بدرجة ما من الحكم الذاتي، وأن تكون حريّات السكان فيها مكفولة خلال هذه الفترة.
لكنّ المعارضة في هونغ كونغ تقول إنّ قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على المدينة في 2020 بعد الاحتجاجات الواسعة النطاق التي نظّمتها في 2019 الحركة المطالبة بالديمقراطية والتي ما لبثت أن سحقتها السلطات الموالية لبكين، قضى بشكل تامّ على الحريات الموعودة.
وفي خطابه اعتبر شي أنّ “الديمقراطية الحقيقية” في هونغ كونغ بدأت بعد عودتها إلى حضن الصين.
وقال: “بعد إعادة توحيدها مع الوطن الأمّ، أصبح سكّان هونغ كونغ أسياد مدينتهم (…) والديمقراطية الحقيقية في هونغ كونغ بدأت حينئذ”.
وهذه أول زيارة يقوم بها شي خارج البرّ الرئيسي للصين منذ بدأت جائحة كوفيد-19، كما أنّها زيارته الأولى إلى هونغ كونغ منذ اندلعت في المدينة في 2019 حركة احتجاجات واسعة النطاق مؤيدة للديمقراطية.
وخلال هذه الزيارة سيترأس شي حفل أداء الحاكم الجديد لهونغ كونغ جون لي اليمين الدستورية.
وأحيطت زيارة شي إلى هونغ كونغ بتدابير أمنية وصحّية مشدّدة في ظلّ الإجراءات الصارمة المطبّقة للحدّ من تفشّي كوفيد-19.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أعرب الخميس عن أسفه “لتآكل الحكم الذاتي” في هونغ كونغ بعد 25 سنة على عودة هونغ كونغ إلى السيادة الصينية.
وقال بلينكن في بيان إنّه “من الواضح الآن أنّ السلطات في كلّ من هونغ كونغ وبكين لم تعد تعتبر المشاركة الديمقراطية والحرّيات الأساسية واستقلالية الإعلام” جزءاً من مبدأ “دولة واحدة ونظامين” الذي اتفقت عليه بريطانيا والصين في 1997 عندما أعادت لندن المستعمرة إلى السيادة الصينية.
وأضاف أنّ قانون الأمن القومي الصارم الذي فرضته بكين على هونغ كونغ في 2019 أدّى إلى “تآكل الحكم الذاتي” الذي كانت المدينة تتمتّع به، كما ساهم في الحدّ من “حقوق سكان هونغ كونغ وحريّاتهم على مدى العامين الماضيين”.
وأكّد الوزير الأميركي أنّ الولايات المتحدة “متضامنة “مع سكّان هونغ كونغ وتؤيّد “مطالبتهم باستعادة حرياتهم الموعودة”.
وأتى بيان الوزير الأميركي بعيد ساعات من بدء زيارة الرئيس الصيني إلى هونغ كونغ.