في تيماء شمال السعودية، شرعت رحلة متوقدة حماساً ومحفوفة بالمغامرات، نحو اكتشاف جديد يؤكد امتلاء السعودية بالكنوز الثمينة، هناك عثر الباحث السعودي مرضي جلباخ بأطراف مدينته على لوح أثري ثمين يحمل نقوش آرامية، يعود تاريخه نحو القرن السادس قبل الميلاد.
قبل أيام، تجول مرضي في مكب لردم أنقاض بيوت الحجر والطين، وقد علمته التجارب البحث بين أنقاض البيوت القديمة، ووصف استكشافه الجديد لـ”العربية.نت” بأنه لوح يوازي “مسلة تيماء” وكذلك الحجر الآرامي لمكتشفه تشالز هوبر، والمعروضان حالياً بمتحف اللوفر بباريس، ومن المقرر عرض المتحف الوطني بالعاصمة السعودية للمُكتَشف الجديد.
ويفتش الباحث السعودي عبر 40 عاماً، عن الآثار الشامخة والزاخرة بالثقافة، فيما يؤدي به هذا الحب إلى الضياع، حيث ذكر بحديثه: ” خلال الشتاء خرجت الثالثة عصراً ومشيت 9 كيلو مترات، لم أشعر بنفسي من كثرة الرسوم والنقوش الصخرية التي شاهدتها، سقطت الشمس وأصبت بالخوف جراء اكتظاظ المكان بالذئاب، وأحسست بقربها وهيئ لي صوت ركضها نحوي، مضت 4 ساعات عصيبة وسط الصحراء ليلاً، وأنقذني ضوء القمر الذي عكسه زجاج سيارتي”.
وأوعز حب هذا العمل إلى طفولته، حين تفتحت عيناه على قصر الشاعر العربي السموأل الأزدي المبتعد عن منزله عدة أمتار، تأمل سور القصر والأبراج، وأرخى مسامعه لحكاياته في الإخلاص والوفاء، وأوضح بقوله: “سلمت أول قطعة أثرية عام 1404هـ عندما طلبت المدرسة إحضار قطعة أثرية، حينئذٍ كان مكتب الآثار يتبع وزارة التعليم”.
وبحسب ما قال، فإن أغلب المكتشفات تعد نقوش ورسومات صخرية، وكتابات ثمودية ونبطية ودادانية وآرامية، إضافة للمعثورات الأثرية بالشعبان والمزارع. ويحدد مرضي الموقع المستهدف بناءً على قراءاته للكتب وسماعه للباحثين، حيث مضى برحلات تأخذ أياماً، باتجاه الهضاب المتوزعة في صحاري المنقطة، مستعيناً بأدوات السلامة.
ويتعاون الباحث السعودي مع المؤسسات الثقافية السعودية منذ أربعة عقود، بداية من مكتب الآثار، مروراً بالهيئة العليا للسياحة والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وصولاً لوزارة الثقافة وهيئة التراث، هذا وقد كُرم خلال مناسبات وطنية نظير جهوده في مجاله.