بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، الخميس الماضي، فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الرئيس فلاديمير بوتين وبعض المقربين منه حزمة من العقوبات.
وشملت العقوبات أيضاً موافقة المملكة المتحدة وكندا وأكثر من 15 دولة أخرى على حظر الطائرات الخاصة الروسية من التحليق فوق أجوائها.
مع ذلك، فإن العديد من فئة رجال الأعمال الروس لم يتأثروا وما زالوا يستمتعون بطائراتهم الخاصة ويخوتهم العملاقة وأموالهم.
فقد برزت أسماء عدد من هؤلاء الأثرياء الروس المقيمين في مدينة نيويورك، حيث تصدر القائمة رومان أبراموفيتش، الملياردير ومالك نادي تشيلسي البريطاني والمعروف باسم “مصرفي بوتين”، بحسب صحيفة “نيويورك بوست”.
وحصل أبراموفيتش، الذي تزيد ثروته عن 13.8 مليار دولار، على الجنسية البرتغالية مؤخراً، وهو غير مدرج حالياً على قائمة العقوبات الأميركية، ويمتلك يختين، بالإضافة إلى نادي تشيلسي لكرة القدم في بريطانيا.
وقبل فترة من فرض حزمة عقوبات عام 2018، نقل أبراموفيتش عقارات في نيويورك بقيمة 92.3 مليون دولار إلى زوجته السابقة، داشا جوكوفا، عضو مجلس إدارة متحف متروبوليتان للفنون.
فيما جوكوفا، متزوجة الآن من وريث الشحن ستافروس نياركوس، وهي أيضاً مطورة عقارات في نيويورك.
وتقوم حالياً ببناء مبنى “راي هارلم”، المكون من 21 طابقاً و222 شقة، والمسرح الوطني، بالإضافة إلى أنها مؤسسة متحف Garage للفن المعاصر، ومجلة “Garage” والمنصة الرقمية “آرتسي”.
والشخصية الثانية في القائمة رجل الأعمال أوليغ ديريباسكا، والذي تبلغ ثروته 4.1 مليار دولار، وهو مدرج في قائمة العقوبات الأميركية وممنوع من دخول الولايات المتحدة.
بدأ كوسيط لتجارة المعادن مثل الألمنيوم، وقال مسؤولون أميركيون إن ديريباسكا مقرب من بوتين ومطلوب بتهم القتل وغسل الأموال والرشوة والابتزاز.
في المقابل، جمدت الولايات المتحدة أصوله لكنها سمحت لزوجة شريكه السابقة، داشا جوكوفا، بالعيش في قصره لبعض الوقت.
وشُطبت شركاته من قائمة العقوبات عندما خفض ملكيته إلى أقل من 50٪ بالإضافة لملكية شركائه أبراموفيتش ولين بلافاتنيك.
إلى ذلك، أسس في عام 2000 شركة روسال، وهي شراكة بين Sibirsky Aluminium و Abramovich’s Millhouse Capital.
وبحلول عام 2007، اندمج روسال مع مجموعة SUAL، التي يملكها رجلا الأعمال الخاضعين للعقوبات فيكتور فيكسيلبيرج، وشريكه وصديقه المواطن الأميركي والبريطاني المولد الأوكراني، لين بلافاتنيك.
وتصدر بلافانتيك المركز الثالث في القائمة، حيث تقدر ثروته بـ 34.2 مليار دولار، وهو غير مدرج على قائمة العقوبات الأميركية.
كذلك، سمي يخته على اسم مسقط رأسه، مدينة أوديسا، فيما يعتبر أحد أغنى الرجال في العالم إذ يُقال إنه الأغنى في بريطانيا، حيث حصل أيضاً على الجنسية ووسام فارس من الملكة.
وهو رجل أعمال في تجارة المعادن والطاقة ويمتلك أيضاً شركة Warner Music. وقدم تبرعات مثيرة للجدل إلى مجلس العلاقات الخارجية، ومعهد هدسون، وهارفارد، وييل، وأكسفورد، التي لديها الآن مدرسة بلافاتنيك الحكومية، على سبيل المثال لا الحصر.
كما، حقق بلافاتنيك ثروته الأولى من خلال شراء الموارد الطبيعية للدولة السوفيتية السابقة والشركات مع انهيار الإمبراطورية السوفيتية.
وتمتد إمبراطوريته الآن إلى العقارات والأفلام والموسيقى والتكنولوجيا الحيوية والفنادق حول العالم.
في عام 2013، دفعت الحكومة الروسية لبلافاتنيك 7.5 مليار دولار مقابل حصته في TNK-BP، وهي شركة نفط روسية.
ومن الأثراء الروس غير المدرجين على قائمة العقوبات، أليكسي كوزميتشيف، والقيمة التقديرية لثروته بلغت 5.8 مليار دولار.
وهو أحد مؤسسي Alfa Bank، أكبر بنك خاص في روسيا ورابع أكبر بنك في ذلك البلد. إلا أن البنك مدرج في قوائم عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كذلك، يشارك في السيطرة على Alfa Group و LetterOne بالتعاون مع ميخائيل فريدمان وجيرمان خان الخاضعين للعقوبات.
والثلاثة شركاء منذ عام 1989 حيث كانوا جزءًا من اتحاد النفط TNK-BP مع Blavatnik و Vekselberg.
وتشمل القائمة رجل الأعمال يوجين شفيدلر الذي تقدر القيمة الصافية لثروته بـ 1.7 مليار دولار، وهو غير مدرج على قائمة العقوبات الأميركية.
ويعتبر قطب النفط وصديق الطفولة وشريك رومان أبراموفيتش، وهو رئيس مجلس إدارة Millhouse و Highland Gold Mining في Abramovich.
وفي ذيل القائمة، ديمتري ريبولوفليف، إذ تقدر القيمة الصافية لثروته بـ 6.7 مليار دولار، وهو غير مدرج أيضاً على قائمة العقوبات الأميركية.
فيما يعمل في مجال تجارة الأسمدة بالإضافة إلى رئاسة نادي موناكو لكرة القدم، فقد جمع ثروته بفضل علاقاته مع بوتين، بحسب الناشط السياسي الروسي إليا زاسلافاسكي، الذي كتب كثيراً عن فئة رجال الأعمال الروس.
وفي عام 2008، دفع ريبولوليف 95 مليون دولار لشراء قصر دونالد ترمب في “بالم بيتش” بزيادة قدرها 13 مليون دولار عن أغلى عملية بيع منزل على الإطلاق حينها في ذات المنطقة.