أعادت دراسة حديثة عن شاي “المتة” إلى الأذهان، المشروب الذي اعتاد أن يتناوله مهاجم نادي باريس سان جيرمان ليونيل ميسي قبل كل مباراة، بعد كشفها أنه يرتبط بالإصابة بالسرطان، رغم فوائده الأخرى المعروفة.
ويقدم شاي المتة تقليدياً في القرع ويشرب بقشة معدنية، وروج له على نطاق واسع لمحتواه العالي من مضادات الأكسدة.
كذلك، غالباً ما يتم تشبيه هذا الشراب بالشاي الأخضر، حيث تزعم بعض المصادر أنه يحتوي على 90 في المائة من مضادات الأكسدة أكثر من الأخير.
ولكن على الرغم من التباهي بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي يحتويها، أشارت الدراسات إلى أنه قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
فقد أوضح مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان أن الجرعات العالية والاستخدام الطويل لشاي المتة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والمثانة والفم والمريء والرئة والرأس والرقبة.
كما يحتوي على هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات (PAHs)، والتي توجد أيضاً في اللحوم المشوية ودخان التبغ.
وأظهرت الدراسات أن التعرض للمادة المسببة للسرطان يمكن أن يكون لها آثار خطيرة على الجهاز المناعي والتناسلي والجهاز العصبي.
كذلك، يمكن أن تسبب تأثيرات تنموية وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بحسب موقع “هيلث لاين” الطبي.
وفي إحدى الدراسات المبكرة التي أجريت في أوروغواي، وجد الباحثون أن المشروبات الثقيلة من المتة تسبب سرطان الرئة أكثر بنسبة 60٪ مقارنة بمن يشربون الخمر.
فقد أجريت الدراسة، التي نشرت في مجلة Cancer Epidemiology Biomarker and Prevention، على عينة من 1000 بالغ من أوروغواي.
وأشارت النتائج إلى أن المشروب يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بسرطان الجهاز التنفسي أو سرطان الجهاز الهضمي.
كما كشفوا أن المرضى كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، وهو شكل أقل شيوعاً من المرض.
ويرتبط سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة بشدة بالتدخين، لكن الباحثين سيطروا على هذا المتغير في الدراسة.
فيما قادت النتائج المؤلفين إلى اقتراح أن مادة المتة يمكن أن تكون مسؤولة عما يصل إلى حالة واحدة من كل خمس حالات من هذه السرطانات في أميركا الجنوبية.
وكانت النتائج متوافقة مع بحث إضافي نُشر في نفس المجلة في عام 2003، والذي فحص عينة من 800 بالغ.
لكن هذه المرة، كشفت النتائج أن شرب المتة يمكن أن يضاعف ثلاث مرات خطر الإصابة بسرطان المريء.
وفي إحدى الأوراق البحثية المنشورة في مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية في عام 2012، أوضح الباحثون أن “الأدلة الحديثة تظهر أن شرب المتة قد يكون مصدراً رئيسياً للتعرض للهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وربما يتسبب في التعرض بقدر التدخين مثل تدخين التبغ”.
كذلك، أضاف الباحثون في ذات الورقة البحثية “إذا افترضنا أن متوسط استخدام 50 غراماً من الأوراق لكل كوب، فإن شرب كوب متوسط من المتة بالطريقة التقليدية سيعرض المستهلك إلى محتوى مكافئ لمئة سيجارة أي (خمس علب)”.
وتجدر الإشارة مع ذلك إلى أنه على الرغم من أن النتائج تبدو بمثابة ملاحظة تحذيرية لمن يشربون المتة بكثرة، إلا أن الأدلة متضاربة.
فقد حددت أبحاث منفصلة مجموعة من المركبات النباتية الفريدة في شاي المتة والتي لديها القدرة على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
علاوة على ذلك، فإن النتائج المذكورة أعلاه تنبع من الدراسات الوبائية، لذلك لم يتم تأكيد أي علاقة سببية بين المتة والسرطان.
وأكد الباحثون أن استهلاك المتة المعتدل آمن، لكن أولئك الذين يستهلكون كميات كبيرة بانتظام يجب أن يحدوا من تناولهم.