تبتعد اثنتان من أكبر الشركات الهندية عن روسيا، حتى مع امتناع رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن اتخاذ موقف متشدد ضد موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا.
ووفق بيان، قالت شركة “تاتا ستيل”، إحدى أكبر شركات تصنيع الصلب في الهند، إنها “اتخذت قرارًا واعياً بالتوقف عن التعامل مع روسيا”. وأوضحت الشركة التي تعد أيضًا واحدة من أكبر منتجي الصلب في أوروبا، أن لديها خطة لضمان الحد الأدنى من التعطيل لأعمالها.
وذكرت أن “جميع مواقع تصنيع الصلب لدينا في الهند والمملكة المتحدة وهولندا قد حصلت على إمدادات بديلة من المواد الخام، لإنهاء اعتمادها على روسيا”، دون تقديم أي تفاصيل أخرى.
وشركة “تاتا ستيل” هي جزء من مجموعة “تاتا”، التي هي واحدة من أكبر التكتلات متعددة الجنسيات في الهند.
يأتي ذلك بعد أيام فقط من إعلان شركة INFY إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في الهند، أنها بدأت في نقل عملياتها خارج روسيا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إنفوسيس”، سليل باريخ، إنه “بالنظر إلى ما يجري في المنطقة، بدأنا في نقل جميع أعمالنا من مراكزنا في روسيا إلى مركزنا خارج روسيا”.
وأضاف: “نحن نقدم أيضًا بعض المساعدة لإعادة تأهيل الأشخاص المهجرين، ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم العمل في بعض مواقعنا في أوروبا الشرقية أثناء انتقالهم إلى مناطق جغرافية أخرى”.
وخلال الشهرين الماضيين قام العشرات من الشركات من جميع أنحاء العالم بتعليق أعمالها أو التخلي عنها أو تقليصها في روسيا.
يأتي وقف العمليات من قبل الشركات الهندية العملاقة في الوقت الذي ورد فيه أن نيودلهي تكثف مشترياتها من النفط الروسي، والتي يتم تداولها الآن بخصم كبير بسبب العقوبات الغربية.
وعلى عكس الغرب، لم تفرض الدولة الواقعة في جنوب آسيا – التي تربطها علاقة طويلة الأمد بموسكو – عقوبات على موسكو وامتنعت هذا الشهر عن التصويت لإخراج روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتشير البيانات إلى أن أكثر من 50% من المعدات العسكرية للبلاد تأتي من روسيا.
وبينما تواصل الولايات المتحدة محاولة حشد العالم وراء العقوبات الاقتصادية المشددة المفروضة على موسكو، لم تتراجع الهند أيضًا عن مشترياتها من نفط أو غاز الطاقة الروسي، ودافعت عن موقفها بالإشارة إلى اعتماد أوروبا المستمر على الواردات من روسيا.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، إن “على الهند أن تتخذ قراراتها الخاصة حول كيفية تعاملها مع الحرب الروسية في أوكرانيا”. وأشار إلى أن “علاقة الهند بروسيا تطورت على مدى عقود، في وقت لم تكن فيه الولايات المتحدة قادرة على أن تكون شريكًا للهند”. وتابع: “الزمن تغير، والولايات المتحدة قادرة وراغبة في أن تكون شريكا مفضلا مع الهند”.